أهلاً وسهلاً و مرحباً بزوار المدونة السلفية القحطانية :: و نسأل الله أن ينفعنا و إياكم بما يُنشر في هذه المدونة من العلم النافع المستمد من الكتاب و السنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، في أسفل هذه الصورة تجدون جديد المدونة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، في أسفل هذه الصورة تجدون جديد المدونة
صفحة الإعلانات الدعوية : سنوافيكم بما يستجد - بإذن الله -

السبت، 9 يوليو 2011

( الجواب على النصيحة ) لشيخنا الفقيه أبي عبد الله عبد الرحمن بن مرعي العدني - حفظه الله - كتبها رداً على افتراءات يحيى الحجوري في رسالته الموسومة بـ : [ الدليل على إنكار التسجيل ]



الرد على افتراءات يحيى الحجوري في رسالته الموسومة بـ :

" الدليل على إنكار التسجيل "


الجواب على النصيحة


للشيخ الفاضل الفقيه
أبي عبد الله 

عبد الرحمن بن مرعي العدني
حفظه الله

من هنا للتحميل بصيغة ملف وورد وبارك الله فيكم


بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد الرحمن بن عمر بن مرعي العدني
إلى أخيه في الله فضيلة الشيخ أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظة الله تعالى ووفقنا وإياه وسائر إخواننا لما يحب ويرضى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأخبركم بوصول نصيحتكم جزاكم الله خيراً وأشكركم على حرصكم على إبلاغ النصيحة وأسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد وأن يجعلنا وإياكم ممن رأى الحق حقاً واتبعه ورأى الباطل باطلاً واجتنبه.
وأحب أن أخبركم أنني قد أُعجبتُ بهذه الطريقة الهادئة التي سلكتموها في هذه النصيحة رجاء الوصول إلى الحق التي كانت مغايرة تماماً لما سلكتموه في الأيام الماضية من تلكم الإثارات والانفعالات التي تخللتها تهم لإخوانكم، وهم يطالبونكم بإثباتها وإقامة البينة عليها.
من تلكم التهم "أن الفدان يشترى بثمانمائة ألف ويباع بمليون"
فهذا بارك الله فيكم الذي آلمنا وآلم كل غيور ومحب لهذه الدعوة المباركة.
فأنا أكرر شكري لكم على هذه النصيحة بهذه الطريقة التي هي طريق وسبيل أهل العلم الناصحين.
وإن كنت أعتب عليكم أمراً وهو أن النصيحة قرئت على الإخوة في الدرس العام قبل قراءتي لها فقد استلمتها بعد المغرب ليلة الجمعة الموافق 15/من شهر شعبان/1427هـ، وقرئت على الإخوة في الليلية نفسها بعد المغرب وأعلنتم أيضاً عن عزمكم نشرها.
وعلى كل حال فقد أخبرني حامل النصيحة إلى أنكم ترغبون في الجواب عنها فلهذا فإني أكتب لكم جوابي عن ذلك فأقول مستعيناً بالله وحده:
أولاً: أما قولكم " فتح باب اللفيف وعدم التميز في الدعوة فإن الشخص الذي يشتري له أرضية هناك ولو ظهر منه الخير لكم الآن لا تؤمن عليه الفتنة من إظهار حزبية أو غيرها من المخالفات التي توجب طرده وإبعاده عن الدعوة حماية لجنابها الكريم وقد لا تقدر أنت ولا غيرك على طرد وإبعاد مرتكب تلك المخالفة المشوهة لك وللدعوة بما لا يحتاج إلى تفصيل وذلك لتمكن صحابها في بيته وأسرته ومناصريه ولاسيما في مدينة عدن الحرة وهو مستعد على أن لا يخرج من بيته ولو وصل معك إلى المحكمة العلياء":
فالجواب:
أن كلنا والله لا يأمن على نفسه الفتنة والمؤمن لا يزكي نفسه، ولا يأمن على نفسه الفتة فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم والله عز وجل يقول : ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ )  

ومن أدعية المؤمنين  رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا
وكان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم "اللَّهُمَّ مُصَرِّفْ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ.
وكان أكثر حلف النبي صلى الله عليه وسلم " لا ومقلب القلوب" نسأل الله لنا ولكم الثبات.
فلهذا فإن إغلاق باب شراء الإخوة السلفيين بظاهرهم الآن للأراضي التي حول المركز لا يزيل هذا التخوف بل إن طَلَبَنَا منهم الاستغناء عن هذه الأراضي هو الذي يفتح باب اللفيف وعدم التميز في الدعوة عاجلاً لا آجلاً ويتضح ذلك بأمور:
الأول: قد عرف عن أهل البدع من الحزبيين وغيرهم حرصهم على مناوأة دعوة أهل السنة وذلك ببناء مساجد لهم بجوار مساجد أهل السنة بغرض منافستها وعدم إخلاء المنطقة لها وهذا أمر مشاهد وملاحظ وواقع في كثير من المحافظات حتى أني قبل سنوات قرأت فتوى خطية لأحد كبار الحزبيين ينكر فيها على إخواننا السلفيين في إحدى مناطق وادي حضرموت إقامتهم جمعة أخرى في منطقتهم وتركهم حضور الجمعة عند المبتدعة من الصوفية بحجة أن الأئمة الأربعة وغيرهم اتفقوا على عدم جواز تعدد الجمعة في المنطقة الواحدة إذا كان فيها جامع يسع الجميع فما هي إلا أيام يسيرة وإذا بمفتي الحزبيين هذا يبني مسجداً بجوار المسجد الذي كنت أتولى أنا إمامته وخطابته ويقيم فيه جمعة مع أن مسجدنا يعتبر من أكبر الجوامع في المنطقة وهو (مسجد التقوى في الشحر) قاتل الله الهوى.
فلهذا بارك الله فيكم فإن حثنا الإخوان السلفيين أن يرفعوا أيديهم عن الأراضي التي حول المركز هو الذي يمكِّن الحزبيين من السبق إلى هذه الأراضي وإقامة ما حلى لهم فيها من مشاريع فهل بذلك يحصل التميز في الدعوة؟!
الثاني : أن الذي يسجل في هذه الأراضي اليوم هو من ارتضي دينه وخلقه ومنهجه فيحرص الإخوة على أن لا يكون من سجل متميعاً في منهجه أو مدخناً أو مخزناً أو متلفزاً أو غير ذلك من أنواع الخلل والتقصير.
وبالمقابل فإن رفع الأيدي عن هذه الأراضي ليأخذها كل من هبَّ ودبَّ هو أكبر سبب في دخول هؤلاء الذي لا يُسجلون اليوم ولو كانوا سلفيين بل لا يستبعد أن يجاور المسجد من هؤلاء أصحاب التقصير في منهجهم واستقامتهم العدد الكثير.
الثالث: أن مسارعة الإخوة السلفيين إلى الأراضي التي حول المركز من أول الأمر هو الذي أعانهم بفضل الله على شرائها لأنها تخرج عليهم بأسعارٍ مناسبة بخلاف ما إذا انتظروا إكمال بناء المركز فإن في خلال فترة البناء للمركز فإن مما لا شك فيه ولا ريب أن المستثمرين من التجار ولو كانوا من إخواننا السلفيين يسارعون إلى شراء هذه الأراضي ثم يبيعونها على الراغبين فيها بأغلى الأثمان بدون رحمة ولا شفقة ولا يخفى عليكم ما حصل في دماج-حرسها الله- من غلاء الأسعار.
وياليت الأمر يقتصر على مجرد غلاء الأسعار فقط إذاً لهان الخطب ولكنه يفتح باب اللفيف وعدم التميز فإن عند غلاء الأسعار لا يستطيع شراء الأراضي إلا أهل الأموال والترف فهل نفرح بقرب هؤلاء والتفافهم وكثير منهم على ما تعرفون.
الرابع: لا يخفى عليكم أن أكثر المساكن في مركز معبر ومفرق حبيش وغيرها من المراكز-حرسها الله- هي ملك لأصحابها وليست أملاكاً للدعوة ومع ذلك فالدعوة فيها سائرة وآتت ثمارها وهذه التغيرات الحاصلة من بعض أصحاب المساكن لم يحمل القائمين على هذه المراكز على منع من رغب من القرب منهم.
ثانياً: وأما قولكم حفظكم الله" هذا التسجيل اللفيف مع أنه أسس من أول يوم على الأطماع الدنيوية لشراء الأراضي الرخيصة في منطقة تجارية وقد صرح بعضهم بلسانه أنه إنما يريد أرضية لقصد إيجارها أو التجارة فيها أيضاً"
فالجواب:
إن الواجب هو إحسان الظن بإخواننا وإن الحامل لكثير منهم على المسارعة والمسابقة إلى هذه الأراضي هو رغبتهم في الخير وحرصهم على العلم لأنفسهم وأسرهم مع العلم بأن مشروع المركز سيقام خارج مدينة عدن التجارية ولو كان الغرض هو الوصول إلى الأراضي بأسعار رخيصة لاستطاع الكثير من الشباب الاجتماع وشراء أراضي لهم في مناطق أكثر قرباً إلى عدن بأرخص من هذه الأسعار فعلينا أن نحذر من سوء الظن بإخواننا هؤلاء وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث" متفق عليه من حديث أبي هريرة.
وأما ما ذكرتهم من تصريح بعضهم بأنه إنما يريد أرضية لقصد تأجيرها أو التجارة بها.
فإن كنت قد سمعت هذا بنفسك من هذا الرجل فإنه أحد رجلين إما أن يكون قد قال ذلك خوفاً منكم ليخرج من الحرج فإنكم قد كررتم في هذه الأيام اختبار إخواننا بسؤال أحدهم هل أنت من أهل التسجيل أعاذكم الله منهم؟
فإما أن يكون قد قالها تخلصاً وإما أن يكون كما ذكر عن نفسه أنه صاحب مطمع دنيوي فنخبركم أنه ليس في حل لأننا قد أشعنا أننا لا نسمح بالتجارة في هذه الأراضي وقد عرف ذلك القاصي والداني ولا يعني ذلك أننا نسد باب البيع والإجارة مطلقاً لمن احتاج إليه، ولكن المقصود أن الجميع يعرف أننا لا نرضى بهذه النية ابتداءً وعليه فإن هذا يعتبر خائناً لإخوانه حيث يظهر لهم خلاف ما يبطن بدليل أننا نتحدى شخصاً واحداً من هؤلاء الراغبين في هذه الأراضي يستطيع أن يصرح بهذا الذي يبطنه بين إخوانه.
فالخلاصة: أن هذا الرجل الثاني يعتبر مدسوساً بين إخوانه الواجب على من عرف حاله مناصحته براءة للذمة ثم إن وجود طائفة من أصحاب هذه الأغراض الدنيوية هل يعتبر دليلاً على كون الجميع أسسوا تسجيلهم من أول يوم على الأطماع الدنيوية  وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً  .
ثالثاً: وأما قولكم وفقكم الله" هذا يعتبر فتح باب الدنيا على أناس قد تعبت الدعوة في تأهيلهم لأن يكونوا بإذن الله عز وجل علماء ومؤلفين ومحققين ودعاة بارزين":
فالجواب:
قد تقدم أن هذا الصنف من الناس-أصحاب المطامع الدنيوية- ليسوا على شرطنا بل إننا نعتبرهم خونة غشاشين-أصحاب وجهين- فهل تنتظرون يا أبا عبدالرحمن من أمثال هؤلاء أن يكونوا بإذن الله علماء ومؤلفين ومحققين ودعاة بارزين؟!!! اللهم سلِّم.
رابعاً: وأما قولكم –وفقكم الله-:"بأن ذلك الجو الحار يحتاج إلى المزيد من التكاليف المالية للكهرباء ومتطلبات ذلك من المكيفات مستمرة ليل نهار وغير ذلك توقياً لشدة الحر الذي لا يتهيأ معه النشاط لطلب العلم بالإضافة إلى المصروف اليومي وهذا يحتاج إلى مال باهض".
فالجواب:
إنه لا يخفى عليكم أن طلب العلم يحتاج إلى صبر ومصابرة وتحمُّل للمتاعب والمشاق وسلفنا الصالح طلبوا العلم في الشمس المحرقة وفي البرد القارس مع الجوع والعطش.
أما كثير من طلاب العلم اليوم فعنده الماء البارد، وأطيب الأطعمة وكثير منهم في المناطق الحارة عنده من هذه المكيفات التي بددت حرارة الجو.
فهذه العراقيل والحاجيات التي ذكرتموها لا تكون بإذن الله عائقاً للراغبين حقاً وصدقاً في طلب العلم بل كما كنا نسمع من مشايخنا رحمهم الله أن هذه الأمور قد تكون من أكبر العون لمواصلة طلب العلم فليس الخوف على طالب العلم من الفقر والجوع وإنما الخوف عليه من فتح الدنيا وزهرتها عليه، فهذا هو الذي يعتبر من أعظم المعوقات والصوارف عن طلب العلم.
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول: " أَبْشِرُوا وَأَمِّلوا مَا يَسُرُّكُمْ فَوَالله لَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ"، متفق عليه من حديث عمرو بن عوف الأنصاري.
ولا ننسى ما كان يتمثل به شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله تعالى كثيراً مسلياً لطلاب العلم بقول الشاعر:

إذا كان يؤذيك حر المصيف ***** وكرب الخريف وبرد الشتاء
ويلهيك حسن زمـان الربيع ***** فأخذك للعلم قل لــي متى
خامساً: وأما قولكم –وفقكم الله- :" فإما أن تلجأ إلى الخضوع لبعض الجهات التي تستهدف ذلك لا قدر الله وإما أن يندفع الإخوان الذين كنا نأمل فيهم النفع المذكور إلى فتح باب التجارة وغيرها من الأعمال والانشغال بذلك عن العلم... الخ":
فالجواب:
إنكم لم تذكروا –وفقكم الله- إلا خيارين أحلاهما مُرٌّ مع أنه بقي خيار ثالث وهو خيار الصالحين والصادقين من طلاب العلم وهو: لزوم تقوى الله والتوكل عليه فإنهما من أعظم أسباب تسهيل الرزق قال الله تعالى  وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ، وقال تعالى  وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً ، وقال تعالى  وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ .
وفي سنن الترمذي وابن ماجه وغيرهما بسند حسن من حديث عمر مرفوعا: " لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصاً وَتَرُوحُ بِطَاناً".
وطلب العلم نفسه من أسباب تسهيل الرزق كما روى الترمذي بسند صحيح من حديث انس بن مالك قال: " كَانَ أَخَوَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ أَحَدُهُمَا يَأْتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَالْآخَرُ يَحْتَرِفُ فَشَكَا المُحْتَرِفُ أَخَاهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " لَعَلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ".
والواقع أكبر شاهد على ذلك فكم قد رأينا من زملائنا في طلب العلم من قد بدأ طلبه للعلم وهو فقير معدم ثم حقق الله لهم ما وعدهم به.
سادساً: وأما قولكم –وفقكم الله- : " لقد سمعنا من يقول هذا التسجيل فيه حزبية ويستدل على ذلك بأن بعض المندوبين للتسجيل يأتيه من يريد أرضية فيعتذر له ويأتيه الآخر مثله في نفس الزمن فيعطيه وقد يقال إنه اختيار الأنسب لذلك وهذا لا يبرر عدم التهمة المذكورة إذ أن الجميع ظاهرهم السنة ولم يحكم أحد من العلماء على واحد منهم غير ذلك".
فالجواب:
إنه لا يخفى عليكم أن اتهام بعض أهل السنة بالحزبية ليس بالأمر الهين ولا السهل حتى تقوم الدلائل والبراهين الواضحة على ذلك لأن الحزبية من أعظم المصائب التي أصيب بها المسلمون في هذا العصر وهي بدعة في الدين ومن ثبتت عليه الحزبية فإنه يعتبر مبتدعاً.
وإما الاستناد في هذه التهمة إلى كون البعض يقبلُ في التسجيل والبعض يردُّ فقد ألمحتم –وفقكم الله- إلى شيء من الاعتذار وهو محاولة اختيار الأنسب تفادياً للفلفة فليس كل من انتسب إلى هذه الدعوة يعتبر مرتضى عندنا لأننا نعتقد أن الذنوب العملية لا تخرج صاحبها من السنة(1 ) فقد يوجد من أهل السنة من يكذب ويغش ويسعى في إثارة الفتن بين إخوانه فمثل هذا إذا رُدَّ لا يعني أننا نخرجه من السنة ولا يعتبر من ردَّه حزبياً.
وأيضاً فعلى أسوأ الاحتمالات أن يكون القائم على التسجيل قد رده لمشكلة شخصية حصلت بينهما مع كون الراغب في التسجيل من أهل التقى والصلاح فهل يحكم على هذا القائم على التسجيل بأنه حزبي أم يقال بأنه كغيره من أهل الذنوب العملية؟
سابعاً: وأما قولكم-وفقكم الله- : " بأنكم قد عرفتم بركة السير الذي أنشأت عليه جميع المراكز في اليمن بعيداً عن هذا الهيلمان وما فيه من السكينة والسلامة والنفع".
فالجواب:
أننا نعتقد –والله – بركة السير الذي سارت عليه مراكز أهل السنة في اليمن ولا يتخالجنا شك في ذلك.
وأما ما وصفتموه من الهيلمان وتعنون به هذه الكثرة والتدافع والدعاية الذي تحصل حول هذا المركز المزمع إقامته فالذي اعتقده أنا وإخواني في الله أن أحداً من مشايخ السنة الأعلام في اليمن كالوصابي أو الحجوري أو الإمام أو البرعي أو غيرهم حفظ الله الجميع لو أعلن واحد منهم عزمه على إقامة مركز لأهل السنة في تلك المنطقة التي عزم الإخوة إقامة المركز فيها والله لحصل من التدافع والتسارع والتسابق والدعاية والكثرة أضعاف أضعاف ما حصل معنا والسر في ذلك أن تلك المناطق قد عرفت عند الجميع بإقبال كثير من أهلها على دعوة أهل السنة ومحبتهم لها وقد حرموا وجود مثل هذا الخير لفترة طويلة فهم ما إن سمعوا بمثل هذا الخبر إلا وتسابقوا إلى هذا الخير الذي اعتبر بعضهم إقامته حلماً وأمنيةً طالما انتظروها.
فالذي أقبل بقلوبهم هو الله سبحانه-لا بحولنا ولا بقوتنا- لاسيما ولهم مدة تقرب من سنتين وهم يسمعون بوجود مثل هذه الفكرة وظل كثير من الإخوة خلال هذه المدة يترقب الأخبار ويبدون رغبتهم في الحرص على القرب والشراء لما حول موضع المسجد فما إن علموا بتحصيل الأراضي المناسبة إلا وأقبلوا متلهفين برغبة ذاتية، فهل بعد هذا نلام على ذلك؟؟؟
ثامناً: وأما قولكم-وفقكم الله-: "ورأيتم بوادر أضرار ومفاسد مخالفته من التعصب الذميم والانحياز الصادر من بعض الناس داخل دعوة واحدة":
فالجواب:
أننا نخبركم أن عند بدأ التسجيل إلى فترة قريبة لم يكن إخواننا يشعرون بأن من سجل على خلاف دعوة من لم يسجل بل إن بعض من هو أقرب الناس إليَّ في عدن وغيرها في الدعوة لم يسجل مع ما بيننا من الود والمحبة ولم تنشر هذه الحزازات إلا مؤخراً –عند طائفة يسيرة- بسبب تأجيج من يؤجج القضية فإلى الله المشتكى.
تاسعاً: وأما ما ذكرتم –وفقكم الله- من تجرؤ بعضهم عليكم بسبب هذا التسجيل:
فلا بد أن يُبحَثَ عن الأسباب الموجبة لذلك وإلا فبعض الإخوة في المراكز الأخرى قد سجل مع إخوانه ومع ذلك فلم يحصل هذا التجرؤ على مشائخ المراكز وعلى كلٍ فنحن لا نرضى بكل باطل واعتداء –يعلم الله-.
عاشراً: وأما قولكم –وفقكم الله- لما كان هذا التسجيل قد نصب عليه الشيطان رايته رأيتم ما حصل فيه من لفت الأنظار مما قد أدى إلى التربص والشماتة من أعدائنا المغرضين علينا بنا":
فالجواب:
إنه وللأسف الشديد أن ممن ساهم في زيادة لفت الأنظار بعض إخواننا بما ارتكبوه من تصرفات وإثارات ولا يخفى عليكم ما جرى في شبوة ويشعر الكثير أن التربص والشماتة حاصلة من بعض إخواننا ولولا حسن الظن وإلا لاعتبرنا ذلك هو نوع وشاية إلى بعض الجهات –نسأل الله السلامة والعافية-.
الحادي عشر: وأما قولكم –وفقكم الله- :" إن مشاكل ما قد يتوقع من المهاترات على الأراضي كما حصل للبكري وأصحابه تعود أثقالها على كواهل من تعلمون من علماء السنة":
فالجواب:
أننا –بإذن الله- نحسن الظن بربنا ونسأل الله أن يلطف بنا فإنه سبحانه يعلم عجزنا وتقصيرنا.
ويعلم ربنا سبحانه أننا لم ندخل فيما دخلنا فيه إلا متوكلين عليه مفوضين أمورنا إليه فما تيسر من شيء فبتيسيره وما تعسر فبتقديره وإنما نحن عبيده ليس لنا من الأمر شيء والله قد قال لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( ليس لكَ من الأمرِ شيء ) .
مع العلم بأننا قد استشرنا بعض أكابر أهل العلم قبل البدء
الثاني عشر: وأما قولكم-وفقكم الله- :" ودرأ المفاسد مقدم –عند أهل الفقه- على جلب المصالح هذا إن علم أن هناك مصالح محققة فكيف إذا كانت ظنية أو متلاشية".
فالجواب:
إنه لا يخفى عليكم ما يترتب على نجاح هذا العدد المتقدم للأراضي أو بعضهم في الحصول عليها من بث العلم فيهم وفي أسرهم وأيضاً انتشار الدعوة في قراهم حيث يذهبون ويجيئون ويدعون غيرهم فتنشر الدعوة ويعم الخير وتقل المشاكل بين الإخوة ويحفظ كثير من الناس من الوقوع في الانحراف والبدعة بسبب ارتباط كثير منهم بطلاب العلم، فهذه المصالح لا يستهان بها أو ببعضها.
وأخيراً:
أشكركم على نصحكم وحرصكم على سلامة إخوانكم ويعلم الله إننا حريصون على ترسيخ الأخوة بيننا وتوطيدها فهي الرابطة والصلة التي تبقى وتدوم يوم تنعدم الصلات وتنفصم الروابط كما قال تعالى  الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ .
أسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين من أنصار الحق وإتباع الهدى حتى نلقاه أمين



كتبه أخوكم : عبد الرحمن بن عمر بن مرعي العدني
ليلة السبت الموافق 16 / من شهر شعبان / 1427هـ

منقول من منتديات الوحيين السلفية

جميع الحقوق محفوظة لـ © المدونة السلفية القحطانية