أهلاً وسهلاً و مرحباً بزوار المدونة السلفية القحطانية :: و نسأل الله أن ينفعنا و إياكم بما يُنشر في هذه المدونة من العلم النافع المستمد من الكتاب و السنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، في أسفل هذه الصورة تجدون جديد المدونة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، في أسفل هذه الصورة تجدون جديد المدونة
صفحة الإعلانات الدعوية : سنوافيكم بما يستجد - بإذن الله -

السبت، 9 يوليو 2011

( تقعيدات الحجوري تشبه تقعيدات أبي الحسن من بعض الوجوه و تخالفها في المقصد ) لأخينا الفاضل عبد الله بن المثنى - حفظه الله -


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وسلم.
أما بعد:

فيقول ربنا الكريم جل في علاه: ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ * رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ * رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ).
وقد روى مسلم رحمه الله في صحيحه: من حديث ثوبان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك).
قال الإمام البخاري: هم أهل العلم
وقال أحمد بن حنبل رضي الله عنه: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم.
قال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذاهب أهل الحديث.
وقال الإمام النووي: يحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين فمنهم شجعان مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض.اهـ
وقد سمعنا وقرأنا ما نقل عن الأخ يحيى الحجوري أصلحه الله ووفقه لتعلم العقيدة الصحيحة من أهلها من قوله: (إن أهل السنة أقرب الطوائف إلى الحق).
وهذا كلام خطير من الأخ يحيى الحجوري، إن كان متعمدًا، لأن هذا التقعيد يعتبر خيانة للأمة ومخالفة للنصوص الصريحة الصحيحة ومنها حديث ثوبان المتقدم مع شرحه.
فإنه يلزم من كلام الأخ الحجوري عدة أمور:
1- أن أهل السنة والجماعة السلفيين المعروفين في هذا الزمان وفي كل زمان متلبسين ببدع ومخالفات في العقيد والمنهج إلا أنهم أخف بدعًا من غيرهم من الطوائف والفرق الضالة، وهو لم يسبق إلى مثل هذا التقعيد مهما فتش في بطون الكتب.
 2- أنه يلزم من قوله هذا أن هناك طافة على الحق ليست هي هذه الطائفة المعروفة الظاهرة؛ لكنه لم ينص عليها، أو أنه لا يعرفها، وأخشى من الثالثة، وهي: أنه يعتقد أن الطائفة الحق هي (يحيى الحجوري).
 3- أنه يلزم من كلامه رد حديث ثوبان وما كان مثله من الأحاديث في الباب فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تزال) وهذا يدل على أنه لا يخلو منهم زمان، وقوله: (ظاهرين) يدل على أنهم في أوساط الناس مخالطين لهم يعرفهم الناس وجميع الفرق حق المعرفة ولا خفاء بهم.

وقد أكد ذلك الإمام البخاري رحمه الله بقوله: (هم أهل العلم).
وأكده إمام أهل السنة والجماعة في عصره الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله بقوله: (إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم).
وبين ذلك القاضي عياض بقوله: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذاهب أهل الحديث.
قلت: وهذه الأوصاف لا شك ولا ارتياب عند من له عقل وبصيرة منطبقة على أهل السنة والجماعة السلفيين المعاصرين ولم نجد ولم نسمع أحدًا من أهل العلم المعتبرين في عصرنا من قال بقول يحيى الحجوري هداه الله للحق وبصره بعيوبه، وهو بهذه التقعيدات قد سلك مسلك أبي الحسن المصري أصلح الله حالنا وحالهما وإن اختلفا في التقعيدات.
فأبو الحسن سبق يحيى في وضع قاعدة لأهل السنة مفادها: (منهج أهل السنة واسع أفيح يسع جميع الأمة) فأراد بهذه القاعدة إدخال أهل الأهواء في أهل السنة والجماعة ومنهم الجهمية وغيرهم وهو وإن كان لا يقصد بذلك الجهمية لكن قاعدته تدل على ذلك شاء أم أبى.
ثم جاء فارس ميدان العلم والتعالم يحيى الحجوري إمام الثقلين فأتى بقاعدة معاكسة لقاعدة أبي الحسن المصري فوضع هذه القاعدة التي مفادها إخراج أهل السنة السلفيين الظاهرين على الحق وإلحاقهم بالطوائف المبطلة شاء أم أبى.
وإن كان يحيى الحجوري قد وضع هذه القاعدة من غير تعمد لكن لقلة فهمه وعلمه بمنهج أهل السنة والجماعة وهذا عندي هو الأقرب، فلا أدري كيف يتاح لمثل هذا الجاهل بمنهج السلف أن يتصدر لتربية الأجيال فإن هذا من أعظم الخيانة منه إذا علم أنه غير كفؤ لذلك.
ومن الأدلة على ذلك: أنه قد سبق وأن درس كتاب الرسالة الوافية لأبي عمرو الداني من على كرسي الشيخ مع ما فيها من بعض المخالفات لعقيدة أهل السنة والجماعة.
ومن ذلك وقوعه في القول بالمماسة وهذه الطامة قد قام بالتوبة منها بالنيابة عنه بعض الإخوة وفقهم الله.
فهنيئًا لطلبة العلم بالتتلمذ على يدي ابن خزيمة حجور، وهذه من ثمرات تصدر الأصاغر ولا حول ولا قوة إلا بالله
أسأل الله أن يجعل ما كتبته خالصا لوجهه وأن يعافينا من الزيغ والانحراف ومن التصدر قبل النضوج على أيادي الأئمة المعتبرين، والحمد لله رب العالمين.

وكتب : عبد الله بن المثنى

منقول من منتديات الوحيين السلفية

جميع الحقوق محفوظة لـ © المدونة السلفية القحطانية