هذا تفريغ لكلمة شيخنا الفقيه العلامة
أبي عبد الله
عبد الرحمن بن مرعي العدني
- حفظه الله -
عبد الرحمن بن مرعي العدني
- حفظه الله -
في دار الحديث بالفيوش
في جلسة مع إخوانه الزائرين من أهل السنة والجماعة من مديرية البريقة
في شهر محرم 1430هـ
في شهر محرم 1430هـ
(نحمد الله عز وجل على نعمة الإسلام والسنة ونحمد الله عز وجل على نعمة الاجتماع والألفة ونحمد الله عز وجل على سائر نعمه،والله تبارك وتعالى يقول في كتابه الكريم :{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} آل عمران (103).
هذه نعمة عظيمة أخواني في الله أن يحصل التزاور والتآخي والتآلف بين أهل الإسلام وبين أهل السنة وبين أهل الطريقة الواحدة هذا فضل من الله اجتماع في الدنيا على طاعة الله واجتماع في الآخرة في دار كرامة الله كما قال ربنا عز وجل في كتابه الكريم : {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} الزخرف(67) ، هذه الصلة التي تنفع أصحابها يوم تنفصل العرى وتنقطع الصلات وتذهب الروابط ،{الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}.
فأنصح نفسي وأخواني حفظهم الله بالثبات على القرآن والسنة والحذر من البدع والأهواء والحذر من هذه الأفكار الدخيلة و هذه المذاهب الردية وهذه الحزبيات المعاصرة بجميع أنواعها وأشكالها سوء كانت في صورة جمعية أو على صورة مؤسسة أو على صورة حزب أو على صورة جماعة أو على صورة طائفة لم يزل علماء السنة في هذا العصر يحذرون أهل السنة ويحذرون عموم المسلمين من هذه التكتلات الباطلة وهذه الحزبيات المبتدعة وهذه الأهواء المردية بل علينا إخواني في الله أن نعتصم بالقرآن والسنة وأن نحذر مما حذرنا منه ربنا من هذه البدع والأهواء وأن نحذر مما حذرنا منه علماؤنا الذين جعلهم الله عز وجل سبباً في بقاء الخير في هذه الأمة حذرونا من هذه الحزبيات وهذه الجماعات وهذه الفئات وهذه الجمعيات.
فنبشر الجميع أن الدعوة هي الدعوة التي عرفناها جميعاً دعوة بإذن الله صافية نقية لا جمعية في الظاهر ولا في الباطن ولا عزم على إقامة حزب ولا تصحيح سير ولا طريق ولا فئة ولا أطروحة إن شاء الله.
ما عند الجميع إلا القرآن والسنة ولزوم غرز علماء الأمة هذا الذي بإذن الله تحفظ به دينك إذا اعتصمت بالقرآن والسنة ولزمت غرز علماء الأمة بإذن الله ما تزيغ يوم أن يزيغ الزائغون ولا تضيع يوم أن يضيع الضائعون ولا تضل يوم أن يضل الضالون لماذا لأن الله وعد وعده الحق قال الله : {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} طه (123) ، وعد من رب العالمين {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} ، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : " تكفل الله لمن قرأ القران وعمل بما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة " سبحان الله ! ما أكثر الفتن والبلايا والمغريات والشهوات والشبهات التي تعصف بدين الشخص عصفاً
يعني كم من أناس لنا على الطريق ورجعوا القهقرى وكم من أناس أخذوا ذات اليمين وذات الشمال بسبب إما عدم التمسك الصحيح بالقرآن والسنة بل العدول وابتغاء غيرهما أو بسبب عدم الجدية والصدق مع الله والإخلاص يعني تجد بعض الناس طالب علم كبير له قدم في الدعوة وكذا وتأتي فتنة الجهاد وشلت لها جماعة وتأتي فتن الحزبيات الإصلاح وغيره وشلت جماعة و جاءت فتن الجمعيات وشلت جماعة جاءت فتن الغلو والتشدد وشلت جماعة وجاءت فتن وفتن وشلت جماعة.
فما هو السر ؟! الله وعده الحق قال الله : {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}.
السر هو إمَّا عدم الصدق مع الله وعدم القناعة بالسنة فيكون الإنسان يشار إليه بالبنان وتأتي الفتن وتعصف به أوعدم التمسك الصحيح بالسنة بعضهم عنده سنة عنده قرآن وسنة ما عنده شيء غير هذا لكن الهوى إخواني في الله والله نخاف على أنفسنا من الهوى وكيف لا نخاف على أنفسنا من شيء خافه علينا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن مما أخشى عليكم بعدي بطونكم وفروجكم ومضلات الأهواء " أخرجه أحمد.
فالنبي صلى الله عليه وسلم خافه علينا ، عن قطبة بن مالك قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول : (اللهم جنبني منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء) رواه الترمذي.
فالهوى يعني له صور متعددة قد يأتي على الإنسان بتلميع الدنيا يترك السنة ويترك الالتزام ميلاً مع الدنيا وقد يأتي من طريق غلو وتشدد وقد يأتي من طريق تميع وتساهل هذا كله من الهوى الذي نخاف على أنفسنا منه.
فالذي ينجي أخواني في الله هو لزوم الصراط المستقيم قال الله : {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} الأنعام (153).
هذه دعوة أهل السنة في القديم والحديث وهذه نصائح علمائنا ممن أدركناهم وسمعتم لهم وأدركتموهم يعني لا يزالون يحثون المجتمع على لزوم القرآن والسنة والحذر من هذه البدع والأهواء وهذه الفتن والمضلات فأسأل الله عز وجل لنا ولكم التوفيق والسداد.
وكما يعرف الجميع أن من أعظم أصول دعوتنا المباركة الحفاظ على الجماعة والسعي في جمع الكلمة وحصول الألفة والمحبة والتعاون ليس على حزبية ولا على باطل ولكن التعاون على البر والتقوى فينبغي لكل واحد أن يكون أعظم أمانيه أن تجتمع القلوب المؤمنة على شيء واحد على كتاب الله وعلى سنة نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله و سلم كل واحد في حدود ما يستطيع.
والله هذه الفتن الحاصلة ما يستفيد منها إلا أعداؤنا كما تسمعون دائما يعني من قبل علمائنا ومشايخ هذه الدعوة أن أهل السنة ما يخافون على أنفسهم بفضل الله من أعدائهم لئن بينهم وبين أعدائهم حواجز وسدود لكن يخافون على دعوتهم من أنفسهم المعاصي والذنوب هي أعظم شيء وأخطر شيء على هذه الدعوة المباركة فما كان يكرر شيخنا مقبل في آخر حياته (أن دعوتنا بفضل الله جاوزت القنطرة يعني يئس منها أعداؤها لكن الخوف على هذه الدعوة من أهلها من أبنائها أنهم يتناحرون وأنهم يتصارعون وأنهم يتطاحنون).
وما يستفيد إلا أعداؤنا يتفرجون ويفرحون ويوقدون هذه الفتن أما بالسر وإما بالعلن ولابأس أنهم يصير بعضهم مع هذه الطائفة وبعضهم يشجع هذه الطائفة فطائفة من المخالفين لنا مع هذه الطائفة وطائفة أخرى مع الطائفة الثانية لأنهم إذا سمعوا أن هناك اجتماعاً هذا يكسر رؤوسهم ولو يعني إشاعة أن هناك لقاء وأن هناك اتفاق يعني ممكن يتحسرون أشد الحسرة لأجل هذا الخبر لماذا لأنهم يفرحون أن يبقى أهل الحق متفرقين متمزقين متشرذمين .
فعلينا إخواني في الله أن نغيظ أعداءنا باجتماعنا على القرآن والسنة ويبقى كل واحد ساعي من أجل تحصيل هذا الأصل في مستوى بيته و في مستوى مسجده مع إخوانه وزملائهم مع من يعرف يعني نكون سعاة خير وبناء لا نكون سعاة هدم ومعاول هدم بل يعني الحمد لله نسعى جميعاً طالما الاجتماع على القرآن والسنة واحد يعني على العين والرأس وحيا هلا.
أما اجتماع على بدع واجتماع على حزبيات واجتماع على جمعيات هذا ما نريده هذه فرقة هذه ليست باجتماع لكن تنظر إلى أخيك المسلم إيش عنده من أصول خالف فيها القرآن والسنة هل في أصول يعني تعرفون إخواني في الله إذا قيل القرضاوي قالوا إمام ضلالة الزنداني إمام ضلالة الريمي أيضا على انحراف وبدع وضلالات عقيل أيضاً مثلاً حسن البنا سيد قطب كلهم على بدع وضلالة لو تذهب تسأل إيش عند القرضاوي لقال لك الصغير والكبير عنده وعنده وعنده من أشياء واضحة أنها تخالف القرآن والسنة أو أيش عند الزنداني عنده وعنده وعنده من أصول واضحة ما يختلف فيها الجميع أنها مخالفة للحق المبين ، المبين في القرآن والسنة مثلاً أصحاب الجمعيات خلافنا معهم في أمور كذا وكذا،الإصلاح خلافنا معهم في أمور النقطة الأولى الثانية الثالثة ، أبو الحسن هل خالف أصول أهل السنة ؟ الجواب نعم عنده مخالفات.
أما أن نأتي إلى إخوة لنا في الخط يحبون السنة ويدعون إليها ويحذرون من البدع والأهواء ثم نقول لابد حزبية بالصميل هذا من الظلم هذا من الخطأ هذا الذي يفرح به أعداؤنا.
بل ينبغي حتى لو اختلفت معك أنه ما يبدع بعضنا بعضاً ولا يفسق بعضنا بعضاً ولا يكفر من باب أولى بعضنا بعضاً قال العلماء اختلف الصحابة رضي الله عنهم بل وتقاتلوا ولكن لم يصلوا إلى حد أن يبدع بعضهم بعضاً أو يفسق بعضهم بعضاً تقاتلوا قتل بعضهم بعضاً بشيء أراده الله ومع ذلك ما وصلوا إلى فتنة التبديع والتفسيق والتكفير يعني أن معاوية فسق علياً أو أن علياً بدع معاوية هذا ما حصل حصلت حروب طاحنة ومع ذلك كل يعرف أن هذا أخ له في الإسلام وأنه اجتهد فأخطأ اجتهد فأخطأ.
فلا ينبغي علينا وإن اختلفنا قد ما نجتمع يعني نختلف في الآراء مش شعارات مخالفة للكتاب والسنة مثلا أنت تحمل عليا في نفسك وأنا أحمل عليك في نفسي هذا مما لا ينبغي والله يقول : {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} الحجر(47) يعني قد يكون من أهل الجنة من يحقد بعضهم على بعض في الدنيا لكن إذا جاؤوا يوم القيامة تنقى قلوبهم وما يدخل الجنة إلا من كان طيباً مطيباً هذا يدل على أن أهل الإيمان قد يحمل بعضهم على بعض لكن ما نصل إلى الشيء الخطير أنا أتنازع معك فتتهمني بأني مثلا كافر أو أني فاسق أو أني مبتدع فهذا مما لا ينبغي هذا من طريقة أهل البدع والأهواء أنهم إذا اختلف بعضهم مع بعض كفر بعضهم بعضاً بدع بعضهم بعضاً فسق بعضهم بعضاً هذا مما لا ينبغي.
يا أخي ابتلانا الله أنت حامل علي في نفسك وأنا حامل في نفسي عليك لكننا نلزم الحدود يا أخي في مجال للصلح في مجال لذهاب الشحناء في الصدور أما إذا اختلفت معك أتربص بك الدوائر وأبحث لك عن مطاعن وثغرات وإيش الآن صار قال هذا صار حزبياً هذا يا أخي لابد من بينة وحجة وبرهان فالأعراض مصونة والظلم حرمه الله على نفسه وحرمه على العباد .
فالذي أدعو أليه نفسي وأخواني أن نحرص على جمع الكلمة لا على بدع ولا أهواء لكن نجمعها على القرآن والسنة وأن يصبر بعضنا على بعض وأن نقابل الأساءة بالإحسان وأن نقابل الجفاء بالوصل ويعفو بعضنا عن بعض ويحسن بعضنا الظن في أخيه المسلم.
هذه نعمة عظيمة أخواني في الله أن يحصل التزاور والتآخي والتآلف بين أهل الإسلام وبين أهل السنة وبين أهل الطريقة الواحدة هذا فضل من الله اجتماع في الدنيا على طاعة الله واجتماع في الآخرة في دار كرامة الله كما قال ربنا عز وجل في كتابه الكريم : {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} الزخرف(67) ، هذه الصلة التي تنفع أصحابها يوم تنفصل العرى وتنقطع الصلات وتذهب الروابط ،{الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}.
فأنصح نفسي وأخواني حفظهم الله بالثبات على القرآن والسنة والحذر من البدع والأهواء والحذر من هذه الأفكار الدخيلة و هذه المذاهب الردية وهذه الحزبيات المعاصرة بجميع أنواعها وأشكالها سوء كانت في صورة جمعية أو على صورة مؤسسة أو على صورة حزب أو على صورة جماعة أو على صورة طائفة لم يزل علماء السنة في هذا العصر يحذرون أهل السنة ويحذرون عموم المسلمين من هذه التكتلات الباطلة وهذه الحزبيات المبتدعة وهذه الأهواء المردية بل علينا إخواني في الله أن نعتصم بالقرآن والسنة وأن نحذر مما حذرنا منه ربنا من هذه البدع والأهواء وأن نحذر مما حذرنا منه علماؤنا الذين جعلهم الله عز وجل سبباً في بقاء الخير في هذه الأمة حذرونا من هذه الحزبيات وهذه الجماعات وهذه الفئات وهذه الجمعيات.
فنبشر الجميع أن الدعوة هي الدعوة التي عرفناها جميعاً دعوة بإذن الله صافية نقية لا جمعية في الظاهر ولا في الباطن ولا عزم على إقامة حزب ولا تصحيح سير ولا طريق ولا فئة ولا أطروحة إن شاء الله.
ما عند الجميع إلا القرآن والسنة ولزوم غرز علماء الأمة هذا الذي بإذن الله تحفظ به دينك إذا اعتصمت بالقرآن والسنة ولزمت غرز علماء الأمة بإذن الله ما تزيغ يوم أن يزيغ الزائغون ولا تضيع يوم أن يضيع الضائعون ولا تضل يوم أن يضل الضالون لماذا لأن الله وعد وعده الحق قال الله : {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} طه (123) ، وعد من رب العالمين {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} ، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : " تكفل الله لمن قرأ القران وعمل بما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة " سبحان الله ! ما أكثر الفتن والبلايا والمغريات والشهوات والشبهات التي تعصف بدين الشخص عصفاً
يعني كم من أناس لنا على الطريق ورجعوا القهقرى وكم من أناس أخذوا ذات اليمين وذات الشمال بسبب إما عدم التمسك الصحيح بالقرآن والسنة بل العدول وابتغاء غيرهما أو بسبب عدم الجدية والصدق مع الله والإخلاص يعني تجد بعض الناس طالب علم كبير له قدم في الدعوة وكذا وتأتي فتنة الجهاد وشلت لها جماعة وتأتي فتن الحزبيات الإصلاح وغيره وشلت جماعة و جاءت فتن الجمعيات وشلت جماعة جاءت فتن الغلو والتشدد وشلت جماعة وجاءت فتن وفتن وشلت جماعة.
فما هو السر ؟! الله وعده الحق قال الله : {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}.
السر هو إمَّا عدم الصدق مع الله وعدم القناعة بالسنة فيكون الإنسان يشار إليه بالبنان وتأتي الفتن وتعصف به أوعدم التمسك الصحيح بالسنة بعضهم عنده سنة عنده قرآن وسنة ما عنده شيء غير هذا لكن الهوى إخواني في الله والله نخاف على أنفسنا من الهوى وكيف لا نخاف على أنفسنا من شيء خافه علينا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن مما أخشى عليكم بعدي بطونكم وفروجكم ومضلات الأهواء " أخرجه أحمد.
فالنبي صلى الله عليه وسلم خافه علينا ، عن قطبة بن مالك قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول : (اللهم جنبني منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء) رواه الترمذي.
فالهوى يعني له صور متعددة قد يأتي على الإنسان بتلميع الدنيا يترك السنة ويترك الالتزام ميلاً مع الدنيا وقد يأتي من طريق غلو وتشدد وقد يأتي من طريق تميع وتساهل هذا كله من الهوى الذي نخاف على أنفسنا منه.
فالذي ينجي أخواني في الله هو لزوم الصراط المستقيم قال الله : {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} الأنعام (153).
هذه دعوة أهل السنة في القديم والحديث وهذه نصائح علمائنا ممن أدركناهم وسمعتم لهم وأدركتموهم يعني لا يزالون يحثون المجتمع على لزوم القرآن والسنة والحذر من هذه البدع والأهواء وهذه الفتن والمضلات فأسأل الله عز وجل لنا ولكم التوفيق والسداد.
وكما يعرف الجميع أن من أعظم أصول دعوتنا المباركة الحفاظ على الجماعة والسعي في جمع الكلمة وحصول الألفة والمحبة والتعاون ليس على حزبية ولا على باطل ولكن التعاون على البر والتقوى فينبغي لكل واحد أن يكون أعظم أمانيه أن تجتمع القلوب المؤمنة على شيء واحد على كتاب الله وعلى سنة نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله و سلم كل واحد في حدود ما يستطيع.
والله هذه الفتن الحاصلة ما يستفيد منها إلا أعداؤنا كما تسمعون دائما يعني من قبل علمائنا ومشايخ هذه الدعوة أن أهل السنة ما يخافون على أنفسهم بفضل الله من أعدائهم لئن بينهم وبين أعدائهم حواجز وسدود لكن يخافون على دعوتهم من أنفسهم المعاصي والذنوب هي أعظم شيء وأخطر شيء على هذه الدعوة المباركة فما كان يكرر شيخنا مقبل في آخر حياته (أن دعوتنا بفضل الله جاوزت القنطرة يعني يئس منها أعداؤها لكن الخوف على هذه الدعوة من أهلها من أبنائها أنهم يتناحرون وأنهم يتصارعون وأنهم يتطاحنون).
وما يستفيد إلا أعداؤنا يتفرجون ويفرحون ويوقدون هذه الفتن أما بالسر وإما بالعلن ولابأس أنهم يصير بعضهم مع هذه الطائفة وبعضهم يشجع هذه الطائفة فطائفة من المخالفين لنا مع هذه الطائفة وطائفة أخرى مع الطائفة الثانية لأنهم إذا سمعوا أن هناك اجتماعاً هذا يكسر رؤوسهم ولو يعني إشاعة أن هناك لقاء وأن هناك اتفاق يعني ممكن يتحسرون أشد الحسرة لأجل هذا الخبر لماذا لأنهم يفرحون أن يبقى أهل الحق متفرقين متمزقين متشرذمين .
فعلينا إخواني في الله أن نغيظ أعداءنا باجتماعنا على القرآن والسنة ويبقى كل واحد ساعي من أجل تحصيل هذا الأصل في مستوى بيته و في مستوى مسجده مع إخوانه وزملائهم مع من يعرف يعني نكون سعاة خير وبناء لا نكون سعاة هدم ومعاول هدم بل يعني الحمد لله نسعى جميعاً طالما الاجتماع على القرآن والسنة واحد يعني على العين والرأس وحيا هلا.
أما اجتماع على بدع واجتماع على حزبيات واجتماع على جمعيات هذا ما نريده هذه فرقة هذه ليست باجتماع لكن تنظر إلى أخيك المسلم إيش عنده من أصول خالف فيها القرآن والسنة هل في أصول يعني تعرفون إخواني في الله إذا قيل القرضاوي قالوا إمام ضلالة الزنداني إمام ضلالة الريمي أيضا على انحراف وبدع وضلالات عقيل أيضاً مثلاً حسن البنا سيد قطب كلهم على بدع وضلالة لو تذهب تسأل إيش عند القرضاوي لقال لك الصغير والكبير عنده وعنده وعنده من أشياء واضحة أنها تخالف القرآن والسنة أو أيش عند الزنداني عنده وعنده وعنده من أصول واضحة ما يختلف فيها الجميع أنها مخالفة للحق المبين ، المبين في القرآن والسنة مثلاً أصحاب الجمعيات خلافنا معهم في أمور كذا وكذا،الإصلاح خلافنا معهم في أمور النقطة الأولى الثانية الثالثة ، أبو الحسن هل خالف أصول أهل السنة ؟ الجواب نعم عنده مخالفات.
أما أن نأتي إلى إخوة لنا في الخط يحبون السنة ويدعون إليها ويحذرون من البدع والأهواء ثم نقول لابد حزبية بالصميل هذا من الظلم هذا من الخطأ هذا الذي يفرح به أعداؤنا.
بل ينبغي حتى لو اختلفت معك أنه ما يبدع بعضنا بعضاً ولا يفسق بعضنا بعضاً ولا يكفر من باب أولى بعضنا بعضاً قال العلماء اختلف الصحابة رضي الله عنهم بل وتقاتلوا ولكن لم يصلوا إلى حد أن يبدع بعضهم بعضاً أو يفسق بعضهم بعضاً تقاتلوا قتل بعضهم بعضاً بشيء أراده الله ومع ذلك ما وصلوا إلى فتنة التبديع والتفسيق والتكفير يعني أن معاوية فسق علياً أو أن علياً بدع معاوية هذا ما حصل حصلت حروب طاحنة ومع ذلك كل يعرف أن هذا أخ له في الإسلام وأنه اجتهد فأخطأ اجتهد فأخطأ.
فلا ينبغي علينا وإن اختلفنا قد ما نجتمع يعني نختلف في الآراء مش شعارات مخالفة للكتاب والسنة مثلا أنت تحمل عليا في نفسك وأنا أحمل عليك في نفسي هذا مما لا ينبغي والله يقول : {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} الحجر(47) يعني قد يكون من أهل الجنة من يحقد بعضهم على بعض في الدنيا لكن إذا جاؤوا يوم القيامة تنقى قلوبهم وما يدخل الجنة إلا من كان طيباً مطيباً هذا يدل على أن أهل الإيمان قد يحمل بعضهم على بعض لكن ما نصل إلى الشيء الخطير أنا أتنازع معك فتتهمني بأني مثلا كافر أو أني فاسق أو أني مبتدع فهذا مما لا ينبغي هذا من طريقة أهل البدع والأهواء أنهم إذا اختلف بعضهم مع بعض كفر بعضهم بعضاً بدع بعضهم بعضاً فسق بعضهم بعضاً هذا مما لا ينبغي.
يا أخي ابتلانا الله أنت حامل علي في نفسك وأنا حامل في نفسي عليك لكننا نلزم الحدود يا أخي في مجال للصلح في مجال لذهاب الشحناء في الصدور أما إذا اختلفت معك أتربص بك الدوائر وأبحث لك عن مطاعن وثغرات وإيش الآن صار قال هذا صار حزبياً هذا يا أخي لابد من بينة وحجة وبرهان فالأعراض مصونة والظلم حرمه الله على نفسه وحرمه على العباد .
فالذي أدعو أليه نفسي وأخواني أن نحرص على جمع الكلمة لا على بدع ولا أهواء لكن نجمعها على القرآن والسنة وأن يصبر بعضنا على بعض وأن نقابل الأساءة بالإحسان وأن نقابل الجفاء بالوصل ويعفو بعضنا عن بعض ويحسن بعضنا الظن في أخيه المسلم.
وجزاكم الله خيرا على زيارتكم وأسأل الله سبحانه أن يثيبكم عليها ونسأل الله أن يعيننا على رد هذه الزيارات.
والحمد لله رب العالمين .