الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
فهذه كلمة حق للأخ الفاضل
أبي عبد الله حمزة بن عون السوفي الجزائري - حفظه الله -



فجزاه الله خيرا وبارك فيه ونفع به ورفع قدره في الدنيا والآخرة.
ويمكنكم تحميل المقال بصيغة بي دي أف.
وهذا نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمـــة حــق
الحمد لله الصبور الشكور، العلي الكبير، السميع البصير، العليم القدير، الذي بيده تصريف الأمور، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين. صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم:" وما بكم من نعمة فمن الله " [النحل:53 ]
ويقول جل وعلا:" وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها "[النحل:18].
فَنِعَمه سبحانه على عباده تَـتْـرَى، وأعظمها نعمة الإسلام والتوحيد، ومن تمامها نعمة التمسك بالكتاب والسنة على فهم سلف هذه الأمة.
ألا وإن من مِنَـنِـه سبحانه على أهل بلدنا الجزائر في هذا العصر انتشار دعوة التوحيد والسنة في ربوعها، واقبال الناس عليها وقبولهم لها، على أيدي رجال عُرِفُوا بالعلم والسنة من داخل البلاد وخارجها.
وإنه مِنْ دواعي السرور أن أَخُطَّ هذه الكلمات تحقيقا لقوله تعالى:" يا أيها الذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله"[النساء:135]. وعملا بقوله صلى الله عليه وسلم: " لا يَشْكُر الله مَنْ لا يَشْكُرِ النَّاس"،
وتشجيعا وعرفانا للجهود العظيمة التي يبذلها علماء ومشايخ الدعوة السلفية بالجزائر، وفي مقدمتهم الشيخان الفاضلان؛ الشيخ محمد علي فركوس والشيخ عبد الغني عوسات – حفظهما الله ووفقهما لكل خير-.
وإني لأَذْكُر وصيةً ذهبيةً أَوْصَاني بها العلامة المجاهد الشيخ ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله تعالى - يوم أن زُرْتُه في بيته – قبل شهرين - فقال لي: " تعاونوا مع مشايخ وعلماء بلدكم، الشيخ فركوس وإخوانه، ضَعُوا أيديكم في أيديهم، ولا تكونوا في مَعْزل عنهم، واستشيروهم في أموركم الدعوية ".اهـ
حقيقة هي وصية من عالم محقق مدقق، فجزاه الله عنا كل خير.
فأدعو نفسي وإخواني السلفيين إلى المحافظة على هذه الدعوة المباركة؛ بشكر الله سبحانه أولا، قال جل وعلا :" وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم " [ ابراهيم : 7].
وبالتعاون مع القائمين عليها، وبالحرص على توحيد الصَّفِّ وجَـمْعِ الكلمة والـحَذَرِ مِـمـَّن يريد شَقَّ الصَّفِّ والتَـرَبص بهذه الدعوة المباركة.
وإني إِذْ أُشِيد بهؤلاء الأفذاذ، فإني لا أَدَّعِي لهم العصمة فالخطأ محتمل، ولكنهم رجال عُرِفُوا بالعلم والسنة، وتحري الحق ومحبته والرجوع إليه – نحسبهم كذلك والله حسيبهم – سَدَّدَ الله خطاهم وختم لنا ولهم بالحسنى.
وإني لأعزم على نفسي، وأُوصي مَنْ ورائي مِنْ إخواني السلفيين والمسلمين عامة بالتَّـقَـيُّد بنصائح وتوجيهات علماء أهل السنة – خصوصا أيام الفتن المدلهمة – فهم نُصحاء أُمناء على هذه الدعوة، وفي مقدمة هؤلاء ممن عُرِفَ بحُسْنِ بلائه في سبيل نُصْرَة الحق – نحسبه كذلك والله حسيبه - حامل راية الجرح والتعديل بحق فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي – أطال الله في عمره وأبقاه ذخرا للإسلام والمسلمين-.
وإنـنـي إذ أكـتـب هـذه العبارات فإني أحمد الله ليل نهار، مِلْء السماوات والأرض، أن أنجانـي مـن أَوْحَالِ الغُلُوِّ و الـحـدَّادِيَّـة، وبَـصَّـرَني بالحق ووفقني للرجوع إليه، وأعانني على الصدع به.
وبهذه المناسبة، أُقَـدِّمُ اعتذاري إلى كل من تكلمت فيهم بغير حق، وأنا في غاية الأسف من الطعن فيهم، وأخص بالذكر الشيخين الفاضلين: أبا عبد المعز محمد علي فركوس، وأبا عبد الله عبد الرحمن بن عمر مرعي العدني – وفقهما الله وسددهما –.
فقد قال لي الشيخ ربيع السنة – رفع الله قدره – بالحرف الواحد- ونِعم ما قال-:" والله إِنَّ تَـحْزِيـبَـهُ ظُلْمٌ ما يجوز- ثم قال لي – والله إني لأَغْـبِـطُـهُ على أَخْلاقِـهِ وأَدَبِـه، خَبَـرْتُـهُ فَوَجَدْتُـه ذَهَـبًا خَالِـصًا غَيْـرَ مُـزَيَّـفٍ - أي شيخنا عبد الرحمن- ".اهـ
وَأَيْمُ الله لقد رَمَوْني في سبيل ذلك بالعظائم؛ رَمَوْني بالزندقة وبالابتداع وبالتحزب والتَّـمَـيـُّع والانحراف، ولم يَـنْـقَضِ عَجَبي بَعْدُ من الكَمِّ الهائل من الكذب والتلبيس الذي نسبوه لي.
وكان مما نصحني به العلامة ربيع السنة، والشيخ محمد بن هادي المدخلي – حفظهما الله تعالى -؛ عدم مجاراتهم والإعراض عنهم. صدقوا، وصدق الأحنف بن قيس إذ يقول :
أغض على القذى أجفان عيني *** إذا شر السفيه إلى الحليم.
والله الموعد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
ونسأله سبحانه أن يعفو عنا تقصيرنا، وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه الفقير إلى عفو ربه:
أبو عبد الله حمزة بن عون السوفي الجزائري.
المدرس بالمدرسة النموذجية القرآنية بحي الشهداء وادي سوف الجزائر
ليلة المنتصف من شهر رجب لعام 1432
من هجرة النبي المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
نقله عبد الله المسالمي رجب 1432هـ
منتديات الوحيين السلفية
منتديات الوحيين السلفية