الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترةٍ من الرسل بقايا من أهل العلم ، يدعون من ضل إلى الهدى ، ويصبرون منهم على الأذى ، يحيون بكتاب الله الموتى ، ويبصرون بنور الله أهل العمى ، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، وكم من ضال تائه قد هدوه ، فما أحسن أثرهم على الناس ، وأقبح أثر الناس عليهم . ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين (1) .
والصلاة والسلام على إمام المتقين ، وسيد ولد آدم أجمعين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد : فإن الله قد رفع قدر العلماء وأعلى منزلتهم فقال تعالى ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) فمكانتهم رفيعة ومنزلتهم سامية ، فعلينا محبتهم وإجلالهم ومعرفة قدرهم وحقهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ليس منا من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا ، ويعرف لعالمنا حقه) رواه أحمد والطبراني والحاكم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه وحسنه العلامة الألباني -رحمه الله- .
وقال الإمام الطحاوي -رحمه الله تعالى- في عقيدته: (وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين : أهل الخير والأثر ، وأهل الفقه والنظر ، لا يذكرون إلا بالجميل ، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل) . وإن إنتقاص العلماء أو ازدراءهم أو الاستخفاف بهم ، أعظم جرما ، وأشد إثما من إهانة وإزدراء غيرهم ، ذلك لأن إهانة العلماء ليست إهانة لذواتهم فحسب ، بل تتعدى ذلك إلى إهانة ما يحملونه من العلم ، وما يتمثلون به من الدين والخلق . ولذا يخشى على من أهان أهل العلم من حلول العقوبة المعجلة به ، لشناعة جرمه وعظيم جنايته.
وانه قد نال بعض علمائنا الأكابر أذى وظلم من بعض طلبة العلم الخائضين في أعراضهم بالجهل وفحش القول ما يندى له الجبين ، وتتفطر له القلوب . و عظم جرم ذلك وخطره عندما نُشر ذلك على شبكة الانترنيت ، وفي شبكة العلوم التي يطلع عليها عوام الناس ، وطلاب العلم المبتدئين ، وغيرهم ممن لا يدرك صحيح الكلام من سقيمة ، فتنطلي عليهم الشبه ، ويصدق أحدهم ما يقرأ خاصة لما عنده من إحسان الظن بمن يكتب ، فكم يحصل بهذا من الشر ؟ حيث تنقص مهابة هؤلاء العلماء في قلبه ، وتتزعزع ثقته فيهم ، وينتج عن هذا عدم قبول نصائحهم ، والإعراض عنهم وغير ذلك من المفاسد ، فلأجل هذا وغيره سطرت هذه الكلمات لبيان طعوناتهم والتحذير منها ، سائلا من الله العون والسداد .
كتب محمد العمودي الذي نقلت الكثير من طعوناته من قبل في مواضيع سابقة ، والذي هو أفحش القوم وأكثرهم جرأة في الطعن والشتائم ، وتمتاز كتاباته بأنها لا تكاد تخلو فقرة من فقراتها من فحش وبذاءة في القول إلا ما ينقل عن غيره وإلا ما ندر ، فأسأل الله أن يكفينا وعلماءنا والمسلمين فحشه وبذاءته وظلمه .
قال هذا العمودي في نشرته التي هي بعنوان (شرارة اللهب على مَنْ أصيب بداء الكَلَب –الحلقة الرابعة) : (بل من أراد أن يعتبر ويتعظ فلينظر إلى هذا المثال الحي القريب. فلينظر إلى حال ومصير حامل لواء تكذيب شيخنا رعاه الله ، كيف صار؟ وأين هو الآن؟ أين دعوته؟ وأين محبته للدعوة السلفية؟ وأين غيرته على الدعوة السلفية؟ أين وأين أين؟.
لقد صار في حالة بؤس وضنك وضيق، صار في حالة لا يحمد عليها، صار منبوذًا، وممقوتًا عند السلفيين النصحاء الأمناء، وما ذلك إلَّا بسبب بغيه وفجوره، وعدوانه.
ألا يا غافل، ويا مغفل، ويا مطربل، اعتبر إن كنت ذا لب، فليت شعري هل التصدي والوقوف أمام الثورة الوصابية، والجابرية، والمرعية على دار الحديث والسنة، وشيخها من الكذب) .
أتعرف أيها القارئ من هذا الذي وصفه بأنه مثال حي لحالة البؤس والضنك والضيق والحالة التي لا يحمد عليها وأنه صار منبوذا وممقوتا..... الخ ؟!! . انه الشيخ الفاضل والعلامة المربي الشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي العبدلي شيخنا وشيخ أشياخنا –حفظه الله- الذي قال فيه الشيخ مقبل رحمه الله : ( محمد بن عبد الوهاب شيخ التوحيد والحديث والفقه والأخلاق الفاضلة والزهد والورع ، وهو المربي الرحيم وهو الداعي إلى جمع كلمة المسلمين، المحذر من الحزبية المساخة ، وهو الصبور على الفقر والشدائد وهو الحكيم في الدعوة ، يحب سلف الأمة ويبغض المبتدعة كل بقدر بدعته ، نسأل الله أن يثبتنا وإياه على الحق، وأن يختم لنا وله بالحسنى إنه سميع الدعاء ) وغير هذا كثير.
وقال عنه الشيخ عبيد الجابري حفظه الله : (الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي رجل عاقل فاضل صاحب سنة عاقل) .
وقال الشيخ ربيع عنه وعن إخوانه من أكابر علماء اليمن : (والحمد لله هناك علماء عقلاء ساعين في إطفاء هذه الفتنة) .
وقال عنه تلميذه الشيخ يحيى الحجوري في كتابه الطبقات : (الشيخ ، الجليل ، الثبت ، الزاهد ، الصبور ، العالم ، الوقور أبو إبراهيم محمد بن عبد الوهاب الوصابي العبدلي ، من رؤوس حماة عرين السنة بلا مدافعة ، منحه الله السكينة ومحبة السنة ، وأهلها ، مواعظه أغلى من الدرر ، له تآليف مطبوعة من أروعها ، وأنفعها (القول المفيد في أدلة التوحيد ) ، ثم رسالة (الطرد والإبعاد عن حوض يوم المعاد) ، ورسالة (حكم رضاع الكبير) ، وأخرى بعنوان (القول الصواب في حكم المحراب ) ، ورسالة (الجوهر في عدد درجات المنبر ) ورسالة (الأريب في اتخاذ العصا للخطيب) ، وله مركز علمي مبارك بالحديدة ، يقيم فيه دروساً نافعة) .
هذا هو شيخنا الوصابي يثني عليه علماؤنا الأكابر ومن هو دونهم ، ويطعن فيه الغر العمودي حيث يقول (كيف صار؟ وأين هو الآن؟ أين دعوته؟ وأين محبته للدعوة السلفية؟ وأين غيرته على الدعوة السلفية؟ أين وأين أين؟ ) ويجيب الظالم قائلا : (لقد صار في حالة بؤس وضنك وضيق، صار في حالة لا يحمد عليها، صار منبوذًا، وممقوتًا عند السلفيين النصحاء الأمناء، وما ذلك إلَّا بسبب بغيه وفجوره، وعدوانه) .
قلت : كذبت يا عمودي ، فض الله فاك ، بل هو بحمد الله كما كان من قبل ، على سنة وحب لها ولأهلها وعلى طمأنينة وسعة وسكينة وزهد ، لم يتغير ولم يبدل –حفظه الله- ، يثني على حاله أكابر علمائنا ، وهو كما كان من قبل محبوبا مقربا عند أبنائه وإخوانه من أهل السنة ، بل ازداد أهل السنة السلفيون النصحاء الأمناء له حبا ، لما رأوا من حرصه وسعيه لإطفاء نار الفتنة وجمع الكلمة ، ولما رأوا من نصائحه الغالية التي هي كالدواء الذي فيه الشفاء لمن أخذ به ، وظهر فيه مصداق قول الشيخ مقبل -رحمه الله- عنه أنه (المربي الرحيم وهو الداعي إلى جمع كلمة المسلمين، المحذر من الحزبية المساخة ، وهو الصبور على الفقر والشدائد وهو الحكيم في الدعوة) وليس شيخنا حفظه الله من أهل البغي الفجور والعدوان ، ولكنه العمى والفجور في الخصومة .
قال الشاعر :
الشمس حق والعيون نواظر لكنها تخفى على العميان
وقال آخر :فواعجبا,كم يدعي الفضل ناقص**ووا أسفاً،كم يظهر النقص فاضل
إذا وصـف الطـائي بالبخل مـادر** و عير قســاً بالفهـــاهـة بــاقل
وقال السهي للشمس أنت خفية ** وقال الدجي للصبح لونك حائل
ثم قال الظالم : (ألا يا غافل، ويا مغفل، ويا مطربل ، اعتبر إن كنت ذا لب) إذا وصـف الطـائي بالبخل مـادر** و عير قســاً بالفهـــاهـة بــاقل
وقال السهي للشمس أنت خفية ** وقال الدجي للصبح لونك حائل
قلت : "وكل إناء بما فيه ينضح " (يا مطــربل!!!) .
من أي قاموس هذه ؟!!
إنه قاموس العمودي ، قاموس المطربل والكريك !!! .
ثم قال : (فليت شعري هل التصدي والوقوف أمام الثورة الوصابية، والجابرية، والمرعية على دار الحديث والسنة، وشيخها من الكذب) .
قلت :سبحان الله أتجعل مشايخنا الأجلاء ثوارا كالخوارج أيها (المطربل) ،كفى الله علماءنا بهتك ، فما كانوا يوما بحمد الله ثوارا ، بل كانوا ناصحين وللخير والحق موجهين ، ولكنه البهت!! ، فكم نعجب ممن جعل طعنه نصحا ونصح علمائنا ثورة!! ، ولكنها المفاهيم المغلوطة والحقائق المقلوبة !!.
وأما سؤالك هل التصدي للثورة (المزعومة) من الكذب ؟
فالجواب : لا ليس هذا فحسب ولكنه أيضا بطر الحق وغمط الناس (وأي الناس ؟!! إنهم أكابر العلماء) .
وقال الظالم أيضاً : (وأما كون الجابري جاء إلى عدن، وخرج منها وما شعر به أهل عدن. فهذا من كذبك المفضوح الذي أسست عليه حزبيتكم من أول يوم.
ثم أقول لك: الرجل جاء مفسدًا، ومحرشًا، ومريدًا شق الدعوة السلفية، وتقوية حزبية ابني مرعي أراح الله أهل السنة من شرهما، وشر كل من وقف معهما ضد الدعوة السلفية، فمثل هذا لا يعبأ به دخوله، وخروجه سواء. وفعلاً لم يكن له ذلك الشأن الذي كان في نزوله الأول ، وما ذلك إلا أنه لم يعلم منه شر كما علم عنه مؤخرًا وخاصة نزوله هذا الأخير، ألا تخجل وتستحي على نفسك وتستر نفسك عن هذا الكذب والفجور) .
قلت : حسبنا الله ونعم الوكيل ، متى كانت الدورات العلمية وتدريس كتب السنة تحريشاً وإفساداً وشقا للدعوة السلفية وتقوية للحزبية ؟
هل يقول هذا عاقل ؟!!
وأما من تزعم أنهم ضد الدعوة السلفية ، فليسوا بحمد الله كذلك ،بل سائرون عليها بشهادة أكابر علمائنا فكيف يكونون مضادين لها ؟!! .
وبحمد الله قد استقبل الشيخ الجابري –حفظه الله- جل علماء اليمن –حفظهم الله- في مراكزهم ومساجدهم ورحبوا به وأكرموه ، ولم يروا في زيارته ما رأيت!! لأنهم مبصرون وأنت أعمى للأسف!! . ومن دافع عنهم ونفى عنهم ما رُموا به فقد دافع عن الحق ، ومنهم العلامة ربيع وإخوانه العلماء في اليمن والسعودية . فهل هؤلاء مضادون للدعوة السلفية ؟!!
وأما طعنك في نية الشيخ الجابري وانه أتى مريدا لشق الدعوة السلفية فيضاف إلى سجل جرائمك الحافل ، فهل شققت عن قلب الشيخ فوجدته أراد ذلك ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم .
وأما قولك عن الشيخ عبيد – حفظه الله- (لم يكن له ذلك الشأن الذي كان في نزوله الأول ، وما ذلك إلا أنه لم يعلم منه شر كما علم عنه مؤخرًا وخاصة نزوله هذا الأخير) فهذا عندك وعند أمثالك ، وأما عند علمائنا في اليمن وخارجها وطلابهم وإخوانهم ممن عرف لأهل العلم قدرهم فقد كان لها شأنا عظيما ، ولم يعلموا منها إلا خيرا بحمد لله .
ومن أكابر طامّاته وما أكثرها قوله : (انظر ردود شيخنا العلمية، على الشيخ عبيد حتى صار من يسمع كلام الشيخ عبيد ويقارن أقواله بجانب هذه الردود، وأظن هذا في قرارة أنفسكم إن أنصفتم ما لم تتقلب عندكم الحقايق بسبب عرض خيوط الفتنة على قلوبكم يقول: هذا كلام شبه عامي!!!!) .
إنا لله وإنا إليه راجعون ، أحسن الله عزاءنا فيك وفي أشباهك . الشيخ عبيد شبه عامي !!! لم يتجرأ على هذا الجرح الحدادية مع شدة فجورهم ، والحزبيون على عظيم جورهم .
عليك أيها الغر أن تدرس ترجمة الشيخ دراسة لا تقرأها فقط ، حتى تعرف كيف يكون طلب العلم ؟ ، وكيف يتربى العلماء ؟ ، وكيف بعد ذلك يعلمون ويربون غيرهم ؟ . فلعل وعسى بعد ذلك أن تعرف قدرهم وقدر علمهم .
فإلى الله المشتكى وهو حسبنا ونعم الوكيل .
هذا ما يسر الله لي في هذه العجالة وأستغفر الله عن التقصير والزلل واسأله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ، وأن يكفينا وعلماءنا وإخواننا كيد الفجار وشر الأشرار والحمد لله رب العالمين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- من مقدمة كتاب الرد على الزنادقة والجهمية للإمام أحمد رحمه الله .
يتبع إن شاء الله .
منقول من منتديات الوحيين السلفية