- 1 -
بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد : فإن الله قد رفع قدر العلماء وجعل لهم المنزلة العالية الرفيعة ورفع ذكرهم وأعلى شأنهم وجعلهم ورثة أنبيائه ومن خاصة أوليائه وقد آذن الله من عادى أولياءه بالحرب فلا يفلح من آذاهم، قال ابن عساكر رحمه الله : لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، ومن أطلق لسانه في العلماء بالثلب، إبتلاه الله بموت القلب .
وقد ابتلينا في هذه الآونة بطعن بعض طلبة العلم في علمائنا كلما استساغوا الطعن في عالم ورأوه أمرا عاديا أتبعوا به غيره، فلم يراعوا حرمة عرضهم كمسلمين، ولم يعرفوا لهم فضلهم وسابقتهم في العلم والدين . فحسبنا الله ونعم الوكيل ودفع عنا وعن علمائنا طعن الطاعنين وجهل الجاهلين .
وممن ناله ذلك من أفاضل علمائنا وأحد كبرائنا الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله الذي عرف أهل السنة قدره وأحبوه لما عرفوا من جهده وجهاده وعلمه، فأثنى عليه أكابر علمائنا حتى قال عنه حامل راية الجرح والتعديل العلامة ربيع المدخلي حفظه الله : (والله الذي يطعن فيه ويقول: إنه جاهل هذا يتبع سبيل الشياطين ويتبع الطرق الحزبية في الطعن في علماء المنهج السلفي, الشيخ عبيد من أفاضل العلماء السلفيين المعروفين بالورع والزهدوالقول بالحق بارك الله فيكم, وما يطعن فيه رجل يريد وجه الله تبارك وتعالى وهذه الأساليب عرفناها من الحزبيين) ا.هـ [المصدر محاضرة ألقاها الشيخ على شباب (ما نشستر) 9 ذوالحجة 1425هـ.
وقد ناله حفظه من الأذى والطعن ما يحزن له القلب، وتبكي له العين، خاصة وان هذا الطعن صدر ممن ينتسب إلى السنة، وممن كنا نرجوا منهم نصرة السنة وعلمائها، ولله الأمر من قبل ومن بعد وهو حسبنا ونعم الوكيل .
ومما ناله ممن قل حياؤه، وذهب ماء وجهه، قول قائلهم: (أما من علم أنه حاقد كعبيد الجابري فهذا لا كرامة له عندنا ولا إجلال له عندنا )وقال أيضاً : (وأما من علم وهذه ديانة نقولها ورب الكعبة أننا نبغض هذا الرجل...... )
وقال أيضاً : (فإنك والله لو قارنت علمه بعلم القائمين على هذه الدعوة أين جهوده في الدعوة؟ قرّروا أين مؤلفاته؟ أين طلابه؟ أين دفاعه عن الخير؟ أين كذلك أيضاً الذب عن حياض السنة ؟ وأين كذلك مواجهة أهل الباطل من أهل الرفض؟ ........... )
ويكفيني في هذه الكلمات ذكرها، ليعلم من يلومني على ما أكتب هاهنا ما نزل بنا، واضطرنا لكتابة هذه الأسطر وغيرها، فيا أيها اللائم أتغضب لطلاب علم تزببوا قبل أن يتحصرموا ونُفخوا حتى رأى الواحد منهم نفسه أهلا للجرح والتعديل والتبديع والتضليل فلا يرى لمؤمن خالفه حرمة، ولا لعالم لم يوافقه قدرا، ولو بلغ هذا العالم ما بلغ من العلم، فكل هذا تعمى عنه تلك العيون الرمد، و لا ترى إلا ما يخيله إليها حقد قلب صاحبها . فيا أيها اللائم من أحق بالغضب له أهؤلاء أم العلماء . ولا تظنوا ان الأمر سيقف هاهنا، كلا بل هو كالعقد إن سقط منه بعضه تبعه الآخر، وما فتنة فالح عنا ببعيد، فقد سبق طعنهم في الشيخ الجابري حفظه الله الطعن في الشيخ عبدالرحمن العدني، ثم أخيه الشيخ عبدالله، ثم الشيخ الوصابي، وهذا في الطعن المباشر، أما الطعن غير المباشر فان قلت أنه لم يسلم منه عالم من علماء السنة المعروفين ما أبعدت، فإلى الله المشتكى .
وأما ما أنا هنا بصدده فهو طعوناتهم في هذا الشيخ الجليل، الموجودة في شبكة العلوم الناشرة لمقالاتهم، وما هذا إلا لكون هذه الطعونات يطلع عليها عوام الناس، وصغار طلاب العلم، وقليل من كبارهم, واستبعد إطلاع العلماء على ما يكتب هنالك إلا ما ندر، فقد يغتر بهم من يحسن الظن بهم ممن لا يعرف ما يدور في الساحة، فيقع في قلبه شيء على هذا الشيخ الجليل أو ينقص من قدره عنده، وإذا انتقص من قدر علمائنا ومكانتهم في قلوبنا حصل من المفاسد ما الله به عليم، وداهمتنا الفتن من كل حدب وصوب، وقد تزعزعت ثقتنا بهم، فتتخطفنا الأهواء والبدع وأهلها، وما حال المكفرين المفجرين عنا ببعيد .
مما نشر في تلك الشبكة وكان مثبتا عندهم لفترة موضوع عنوانه (دفع الملام عن علم الأعلام شعبة بن الحجاج أبي بسطام (رد على الجابري)، ومما قاله فيه: (وكان الباعث لجمع هذه الترجمه المختصرة هو أنني سمعت من الشيخ عبيد بن سليمان الجابري
أحد المدرسين بالجامعه الإسلامية سابقا طعنا في هذا الإمام الجبل بأمرين :
أحدهما أنه متجاوز .
والثاني أنه مفرط , وزعم أن العلماء ما يقبلون جرحه لذلك .
وهذا القول يتضمن إسقاط جرح هذا الإمام الذي امتلأت بطون كتب الجرح والتعديل بنقله وإن لم يقبل هذا القول من له معرفة بالحديث فلا يبعد أن يطعن به من لامعرفة له بالشأن على هذا الإمام طعنا باطلا وظلما لهذا الجبل من جبال العلم تبعا للشيخ عبيد عفى الله عنه فرأيت حقا علي أن أذود عن هذا العرض النزيه والشخص الصالح النبيه
أملا في الدخول تحت حديث {من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة } وذودا عن ثروته العلمية اذ أن الطعن فيه يزهد بعض الناس فيها وإلى الدخول في المقصود .
وبارك الله فيمن تصدى لهذه الطعونات وليس لهذا الأمر إلاحماة الحق وأهل الفضل الذين يعرفون لأهل الفضل فضلهم) انتهى المراد من كلامه .
وكأني بهذا الكاتب يرى نفسه ممن عرف لأهل الفضل فضلهم، فجاء ليذود عنهم، ويرى الشيخ الجابري - حفظه الله - ممن لايعرف لأهل الفضل فضلهم، بل من الطاعنين فيهم والظالمين لهم والله المستعان .
وأما عبارة الشيخ الجابري - حفظه الله - الذي أخذ منها هذا الكاتب ما يريد وترك مالا يريد، فهي قوله - حفظه الله - : ( شعبة رحمه الله العلماء ما يقبلون جرحه لأن الرجل متجاوز مُفْرِط في جرحه , بارك الله فيك فما كل جرح هو جرح ,وأحياناً بعض الناس يجرح بما ليس جرحاً) .
فقول الشيخ هاهنا ان العلماء لا يقبلون جرحه (أي شعبه) ليس على إطلاقه كما فهم هذا الكاتب وإنما هو مقيد بما ذكره الشيخ هاهنا مما فيه تجاوز وإفراط، ويتبين ذلك من لاحق قوله وهو ما كل جرح جرح، أي ليس كل جرحه يقبل، وإنما يقبل الجرح الصحيح الذي سببه مما يستحق أن يجرح به المجروح، وأيضا قوله وأحياناً بعض الناس يجرح بما ليس جرحاً، فتأمل قوله أحياناً، وقوله يجرح بما ليس جرحا لتعرف ان ما قصده الشيخ من جرح شعبة أمير المؤمنين في الحديث – رحمه الله - انما هو ما جرح فيه بما لا يستحق الجرح .
قال الشيخ ربيع – حفظه الله – في نصيحته لفالح وهي (نصيحة أخوية إلى الأخ الشيخ فالح الحربي الأولى) : (وذُكر عن شعبة -رحمه الله- أنه قيل له لم تركت حديث فلان فقال رأيته يركض على برذون فتركت حديثه ".
مع أن شعبة إمام في الحديث ونقد الرجال لكن نقده هنا ليس بصواب لأن مثل هذا لا يعد من أسباب الجرح المسقطة للعدالة) . ا . هـ .
وقال الشيخ مقبل – رحمه الله – في كتابه (المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح) : (سؤال رقم 112 : في ترجمة العباس بن الحسن الخضرمي قال أبوعروبة: (كان في رجله خيط)، فما معنى ذلك؟
بعض العبارات لا تعد جرحًا، وهذه العبارة لا أعلم معناها، فقد يكون المجيب متشددًا مثل شعبة عندما سئل عن شخص فقال: رأيته يركض على برذون. ومثل حماد بن سلمة إذ ذكر عنده راو، فامتخط فعدّه من رأوه جرحًا، ويجوز أنّ حمادًا امتخط لأن به مخاطًا. ويجوز أن يكون قول أبي عروبة هروبًا من الجواب -أي حاد عن الجواب-) . ا.هـ
وقال أيضا رحمه الله في آخر نفس الكتاب : (وأئمة الجرح والتعديل منهم المتشدد ومنهم المتوسط، فقد ذكر العلماء من المتشدّدين شعبة، ويقابله: سفيان الثوري وهو من المتوسطين، ومنهم أي: المتشددين يحيى بن سعيد القطان، يقابله عبدالرحمن بن مهدي من المتوسطين، ومن المتشددين أيضًا يحيى بن معين، ويقابله أيضًا أحمد بن حنبل من المتوسطين، ومن المتشددين أبوحاتم، ويقابله البخاري من المتوسطين. فإذا عدل المتشدد في الجرح عضضت عليه بالنواجذ، فهو لا يعدّل إلا عن تثبّت، كذا من الموثقين من هو متساهل كابن حبان، وشيخه ابن خزيمة في توثيق المجاهيل، والعجلي كذلك في توثيق المجاهيل، فمنهم من هو متساهل في التوثيق ) .
فتأمل قول الشيخ مقبل - رحمه الله - (فقد يكون المجيب متشددًا مثل شعبة) وقوله - رحمه الله - (وأئمة الجرح والتعديل منهم المتشدد ومنهم المتوسط، فقد ذكر العلماء من المتشدّدين شعبة) فهل نقول في الشيخ مقبل - رحمه الله - أنه يطعن في شعبة لوصفه له بالتشدد، وهل نقول أيضاً أنه يطعن في يحيى بن سعيد القطان و يحيى بن معين وأبي حاتم . أم أنه قال فيه قول حق وكذلك فعل شيخنا عبيد – حفظه الله - .
وأيضا تأمل قول الشيخ مقبل - رحمه الله – (فإذا عدل المتشدد في الجرح عضضت عليه بالنواجذ) فإذا جرح هل يقبل جرحه مطلقا؟!! .
وإن أبى الكاتب إلا القول بأن قول الشيخ عبيد حفظه الله مطلقا وليس مقيدا فقوله أيضا كذلك، فقد قال قبل نقله لكلام الشيخ عبيد - حفظه الله – : (حتى صارت –كذا- بذكره الركبان فهو صاحب الباع الطويل في علم الجرح والتعديل فلم يرد قوله ولم يطعن فيه أحد من العلماء المعتبرين فهو جبل من جبال العلم) .
فقد قال هنا انه لم يرد قوله فهل هذا الإطلاق صحيح ؟!! .
وفي موضوع آخر تم تثبيته أيضا في تلك الشبكة وعنوانه (خيانة الطائش هاني بريك المخزية وتعريضه بردّة العلامة يحيى الحجوري) والذي كتبه سعيد بن دعاس اليافعي، والذي هو كغيره من ردودهم التي أهم سماتها الطعن والسباب والشتائم التي تليق إلا بأهل هيشات الأسواق لا طلاب العلم، والله المستعان .
والذي يهمني هنا بيان ما أنا بصدده من طعوناتهم في الشيخ – حفظه الله – حيث قال كاتبهم : (ولعمري, إن تكُ صادقاً فلا يبعد أن يكون المقصود به عبيداً الجابري, الذي نأسف –والله - أن يجرجره صبيةٌ طائشون من أمثال هاني بريك, من ورطةٍ إلى روطة (كذا), ومن هوَّةٍ إلى هوةٍ, وقد بلغ من العمر عتياً, (وليس من القوة التورط في الهوة), حتى صار كما قلتُ:
أما بعد : فإن الله قد رفع قدر العلماء وجعل لهم المنزلة العالية الرفيعة ورفع ذكرهم وأعلى شأنهم وجعلهم ورثة أنبيائه ومن خاصة أوليائه وقد آذن الله من عادى أولياءه بالحرب فلا يفلح من آذاهم، قال ابن عساكر رحمه الله : لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، ومن أطلق لسانه في العلماء بالثلب، إبتلاه الله بموت القلب .
وقد ابتلينا في هذه الآونة بطعن بعض طلبة العلم في علمائنا كلما استساغوا الطعن في عالم ورأوه أمرا عاديا أتبعوا به غيره، فلم يراعوا حرمة عرضهم كمسلمين، ولم يعرفوا لهم فضلهم وسابقتهم في العلم والدين . فحسبنا الله ونعم الوكيل ودفع عنا وعن علمائنا طعن الطاعنين وجهل الجاهلين .
وممن ناله ذلك من أفاضل علمائنا وأحد كبرائنا الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله الذي عرف أهل السنة قدره وأحبوه لما عرفوا من جهده وجهاده وعلمه، فأثنى عليه أكابر علمائنا حتى قال عنه حامل راية الجرح والتعديل العلامة ربيع المدخلي حفظه الله : (والله الذي يطعن فيه ويقول: إنه جاهل هذا يتبع سبيل الشياطين ويتبع الطرق الحزبية في الطعن في علماء المنهج السلفي, الشيخ عبيد من أفاضل العلماء السلفيين المعروفين بالورع والزهدوالقول بالحق بارك الله فيكم, وما يطعن فيه رجل يريد وجه الله تبارك وتعالى وهذه الأساليب عرفناها من الحزبيين) ا.هـ [المصدر محاضرة ألقاها الشيخ على شباب (ما نشستر) 9 ذوالحجة 1425هـ.
وقد ناله حفظه من الأذى والطعن ما يحزن له القلب، وتبكي له العين، خاصة وان هذا الطعن صدر ممن ينتسب إلى السنة، وممن كنا نرجوا منهم نصرة السنة وعلمائها، ولله الأمر من قبل ومن بعد وهو حسبنا ونعم الوكيل .
ومما ناله ممن قل حياؤه، وذهب ماء وجهه، قول قائلهم: (أما من علم أنه حاقد كعبيد الجابري فهذا لا كرامة له عندنا ولا إجلال له عندنا )وقال أيضاً : (وأما من علم وهذه ديانة نقولها ورب الكعبة أننا نبغض هذا الرجل...... )
وقال أيضاً : (فإنك والله لو قارنت علمه بعلم القائمين على هذه الدعوة أين جهوده في الدعوة؟ قرّروا أين مؤلفاته؟ أين طلابه؟ أين دفاعه عن الخير؟ أين كذلك أيضاً الذب عن حياض السنة ؟ وأين كذلك مواجهة أهل الباطل من أهل الرفض؟ ........... )
ويكفيني في هذه الكلمات ذكرها، ليعلم من يلومني على ما أكتب هاهنا ما نزل بنا، واضطرنا لكتابة هذه الأسطر وغيرها، فيا أيها اللائم أتغضب لطلاب علم تزببوا قبل أن يتحصرموا ونُفخوا حتى رأى الواحد منهم نفسه أهلا للجرح والتعديل والتبديع والتضليل فلا يرى لمؤمن خالفه حرمة، ولا لعالم لم يوافقه قدرا، ولو بلغ هذا العالم ما بلغ من العلم، فكل هذا تعمى عنه تلك العيون الرمد، و لا ترى إلا ما يخيله إليها حقد قلب صاحبها . فيا أيها اللائم من أحق بالغضب له أهؤلاء أم العلماء . ولا تظنوا ان الأمر سيقف هاهنا، كلا بل هو كالعقد إن سقط منه بعضه تبعه الآخر، وما فتنة فالح عنا ببعيد، فقد سبق طعنهم في الشيخ الجابري حفظه الله الطعن في الشيخ عبدالرحمن العدني، ثم أخيه الشيخ عبدالله، ثم الشيخ الوصابي، وهذا في الطعن المباشر، أما الطعن غير المباشر فان قلت أنه لم يسلم منه عالم من علماء السنة المعروفين ما أبعدت، فإلى الله المشتكى .
وأما ما أنا هنا بصدده فهو طعوناتهم في هذا الشيخ الجليل، الموجودة في شبكة العلوم الناشرة لمقالاتهم، وما هذا إلا لكون هذه الطعونات يطلع عليها عوام الناس، وصغار طلاب العلم، وقليل من كبارهم, واستبعد إطلاع العلماء على ما يكتب هنالك إلا ما ندر، فقد يغتر بهم من يحسن الظن بهم ممن لا يعرف ما يدور في الساحة، فيقع في قلبه شيء على هذا الشيخ الجليل أو ينقص من قدره عنده، وإذا انتقص من قدر علمائنا ومكانتهم في قلوبنا حصل من المفاسد ما الله به عليم، وداهمتنا الفتن من كل حدب وصوب، وقد تزعزعت ثقتنا بهم، فتتخطفنا الأهواء والبدع وأهلها، وما حال المكفرين المفجرين عنا ببعيد .
مما نشر في تلك الشبكة وكان مثبتا عندهم لفترة موضوع عنوانه (دفع الملام عن علم الأعلام شعبة بن الحجاج أبي بسطام (رد على الجابري)، ومما قاله فيه: (وكان الباعث لجمع هذه الترجمه المختصرة هو أنني سمعت من الشيخ عبيد بن سليمان الجابري
أحد المدرسين بالجامعه الإسلامية سابقا طعنا في هذا الإمام الجبل بأمرين :
أحدهما أنه متجاوز .
والثاني أنه مفرط , وزعم أن العلماء ما يقبلون جرحه لذلك .
وهذا القول يتضمن إسقاط جرح هذا الإمام الذي امتلأت بطون كتب الجرح والتعديل بنقله وإن لم يقبل هذا القول من له معرفة بالحديث فلا يبعد أن يطعن به من لامعرفة له بالشأن على هذا الإمام طعنا باطلا وظلما لهذا الجبل من جبال العلم تبعا للشيخ عبيد عفى الله عنه فرأيت حقا علي أن أذود عن هذا العرض النزيه والشخص الصالح النبيه
أملا في الدخول تحت حديث {من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة } وذودا عن ثروته العلمية اذ أن الطعن فيه يزهد بعض الناس فيها وإلى الدخول في المقصود .
وبارك الله فيمن تصدى لهذه الطعونات وليس لهذا الأمر إلاحماة الحق وأهل الفضل الذين يعرفون لأهل الفضل فضلهم) انتهى المراد من كلامه .
وكأني بهذا الكاتب يرى نفسه ممن عرف لأهل الفضل فضلهم، فجاء ليذود عنهم، ويرى الشيخ الجابري - حفظه الله - ممن لايعرف لأهل الفضل فضلهم، بل من الطاعنين فيهم والظالمين لهم والله المستعان .
وأما عبارة الشيخ الجابري - حفظه الله - الذي أخذ منها هذا الكاتب ما يريد وترك مالا يريد، فهي قوله - حفظه الله - : ( شعبة رحمه الله العلماء ما يقبلون جرحه لأن الرجل متجاوز مُفْرِط في جرحه , بارك الله فيك فما كل جرح هو جرح ,وأحياناً بعض الناس يجرح بما ليس جرحاً) .
فقول الشيخ هاهنا ان العلماء لا يقبلون جرحه (أي شعبه) ليس على إطلاقه كما فهم هذا الكاتب وإنما هو مقيد بما ذكره الشيخ هاهنا مما فيه تجاوز وإفراط، ويتبين ذلك من لاحق قوله وهو ما كل جرح جرح، أي ليس كل جرحه يقبل، وإنما يقبل الجرح الصحيح الذي سببه مما يستحق أن يجرح به المجروح، وأيضا قوله وأحياناً بعض الناس يجرح بما ليس جرحاً، فتأمل قوله أحياناً، وقوله يجرح بما ليس جرحا لتعرف ان ما قصده الشيخ من جرح شعبة أمير المؤمنين في الحديث – رحمه الله - انما هو ما جرح فيه بما لا يستحق الجرح .
قال الشيخ ربيع – حفظه الله – في نصيحته لفالح وهي (نصيحة أخوية إلى الأخ الشيخ فالح الحربي الأولى) : (وذُكر عن شعبة -رحمه الله- أنه قيل له لم تركت حديث فلان فقال رأيته يركض على برذون فتركت حديثه ".
مع أن شعبة إمام في الحديث ونقد الرجال لكن نقده هنا ليس بصواب لأن مثل هذا لا يعد من أسباب الجرح المسقطة للعدالة) . ا . هـ .
وقال الشيخ مقبل – رحمه الله – في كتابه (المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح) : (سؤال رقم 112 : في ترجمة العباس بن الحسن الخضرمي قال أبوعروبة: (كان في رجله خيط)، فما معنى ذلك؟
بعض العبارات لا تعد جرحًا، وهذه العبارة لا أعلم معناها، فقد يكون المجيب متشددًا مثل شعبة عندما سئل عن شخص فقال: رأيته يركض على برذون. ومثل حماد بن سلمة إذ ذكر عنده راو، فامتخط فعدّه من رأوه جرحًا، ويجوز أنّ حمادًا امتخط لأن به مخاطًا. ويجوز أن يكون قول أبي عروبة هروبًا من الجواب -أي حاد عن الجواب-) . ا.هـ
وقال أيضا رحمه الله في آخر نفس الكتاب : (وأئمة الجرح والتعديل منهم المتشدد ومنهم المتوسط، فقد ذكر العلماء من المتشدّدين شعبة، ويقابله: سفيان الثوري وهو من المتوسطين، ومنهم أي: المتشددين يحيى بن سعيد القطان، يقابله عبدالرحمن بن مهدي من المتوسطين، ومن المتشددين أيضًا يحيى بن معين، ويقابله أيضًا أحمد بن حنبل من المتوسطين، ومن المتشددين أبوحاتم، ويقابله البخاري من المتوسطين. فإذا عدل المتشدد في الجرح عضضت عليه بالنواجذ، فهو لا يعدّل إلا عن تثبّت، كذا من الموثقين من هو متساهل كابن حبان، وشيخه ابن خزيمة في توثيق المجاهيل، والعجلي كذلك في توثيق المجاهيل، فمنهم من هو متساهل في التوثيق ) .
فتأمل قول الشيخ مقبل - رحمه الله - (فقد يكون المجيب متشددًا مثل شعبة) وقوله - رحمه الله - (وأئمة الجرح والتعديل منهم المتشدد ومنهم المتوسط، فقد ذكر العلماء من المتشدّدين شعبة) فهل نقول في الشيخ مقبل - رحمه الله - أنه يطعن في شعبة لوصفه له بالتشدد، وهل نقول أيضاً أنه يطعن في يحيى بن سعيد القطان و يحيى بن معين وأبي حاتم . أم أنه قال فيه قول حق وكذلك فعل شيخنا عبيد – حفظه الله - .
وأيضا تأمل قول الشيخ مقبل - رحمه الله – (فإذا عدل المتشدد في الجرح عضضت عليه بالنواجذ) فإذا جرح هل يقبل جرحه مطلقا؟!! .
وإن أبى الكاتب إلا القول بأن قول الشيخ عبيد حفظه الله مطلقا وليس مقيدا فقوله أيضا كذلك، فقد قال قبل نقله لكلام الشيخ عبيد - حفظه الله – : (حتى صارت –كذا- بذكره الركبان فهو صاحب الباع الطويل في علم الجرح والتعديل فلم يرد قوله ولم يطعن فيه أحد من العلماء المعتبرين فهو جبل من جبال العلم) .
فقد قال هنا انه لم يرد قوله فهل هذا الإطلاق صحيح ؟!! .
وفي موضوع آخر تم تثبيته أيضا في تلك الشبكة وعنوانه (خيانة الطائش هاني بريك المخزية وتعريضه بردّة العلامة يحيى الحجوري) والذي كتبه سعيد بن دعاس اليافعي، والذي هو كغيره من ردودهم التي أهم سماتها الطعن والسباب والشتائم التي تليق إلا بأهل هيشات الأسواق لا طلاب العلم، والله المستعان .
والذي يهمني هنا بيان ما أنا بصدده من طعوناتهم في الشيخ – حفظه الله – حيث قال كاتبهم : (ولعمري, إن تكُ صادقاً فلا يبعد أن يكون المقصود به عبيداً الجابري, الذي نأسف –والله - أن يجرجره صبيةٌ طائشون من أمثال هاني بريك, من ورطةٍ إلى روطة (كذا), ومن هوَّةٍ إلى هوةٍ, وقد بلغ من العمر عتياً, (وليس من القوة التورط في الهوة), حتى صار كما قلتُ:
شيخ تلقى بعد شعلة شيبه***أفكار شلة صبيةٍ أوغاد
إذ ورطوه في الطعن في شعبة, ثم الطعن في ثلةٍ من الأئمة, كشيخ الإسلام, وشيخنا الإمام الوادعي, والإمام ابن باز, والإمام العثيمين, والعلامة الفوزان, وغيرهم, كما بين ذلك شيخنا يحيى –أعز الله شأنه- في ردوده المسدده على عبيد, ولم نسمع له كلمة رجوعٍ عما وقع فيه, ولم نسمع لأوغاد الحزب الجديد همسةَ إنكار لشيءٍ من ذلك, ولو أن كلمة منها قالها شيخنا يحيى –وحاشاه من ذلك- لملأوا الدنيا صراخاً وصياحاً, وحُقَّ لهم ذلك –إن كان-, فلم لم يفعلوا ذلك, وقد كان من عبيد ما كان, حتى صار كـما قيل:(كخائض الوحل كلما تحرك لينهض رسب), وعرف عند كل منصفٍ متجرد للحق تحامله, وسعيه بالشقاق والفرقة في الدعوة السلفية في اليمن, بمناصرة الحزب الجديد الفاجر)
انتهى المراد من كلامه .
فيا لله العجب من جرأة هذا الدعاس وطعوناته التي قد نقلنا الكثير منها هنا من قبل، فهو هنا يصف الشيخ الجابري – حفظه الله - بأنه كالغبي!! الذي يسيره الصبية ويذهبون به حيث أرادوا، فيوقعونه في الحفر والورطات، نزه الله شيخنا الجابري عن فحشك وظلمك، وما أوتيتم إلا من جهلكم وسوء ظنونكم في علمائنا، الذين شابت لحاهم وأمضوا أعمارهم على السنة والذب عنها وتبيين حال المنحرفين والمندسين، فهل مثل هؤلاء يُضحك عليهم ويجرجرهم صبية طائشون؟!!!، انما يقع في هذا من لا خبرة عنده، ومن قصر باعة وقل اطلاعه على الفتن وأهلها، وليس من بلغ من العمر عتيّاً على العلم والعمل بالسنة، وأما شعرك أيها الدعاس فهو مما يقصم ظهر صاحبه، فلا عجب أن تتجاوز هنا وتظلم الشيخ الجابري فقد وقعت فيما هو أعظم من ذلك حيث جعلت مشيئة الله تابعة لمشيئة مخلوق من مخلوقاته حيث قلت :
إذا شمرت في إيضاح حق *** فإن الله نصرتكم يشاء
فما أبلغ جرأتك أيها الدعاس وتأليك على خالقك؟!! . قال أحد إخواننا طلبة العلم معلقا على هذا البيت :
(فانظر كيف جعل هذا الشاعر الأحمق مشيئة الله تعالى تابعة لمشيئة شيخه, وأنت خبير أن المشيئة الإلهية لا تكون إلا كونية, و القضاء الكوني لابد من وقوعه حتماً لا يتخلف البتة, فهل عقل هذا الشاعر أن هذا الكلام يجره إلى عواقب وخيمة, فليته يفقه ما يقول!! قد يقول قائل إن الشاعر يريد الإرادة الشرعية فأقول: هذا قول من يهرف بما لا يعرف, وكم من أهل العلم من تكلم بالحق ولم يحصل لهم نصر في حينها, لأن الشرط إذا وقع وتحقق وقع المشروط يا أيها العربي, ولو كان كما تقول لما كان الشر موجوداً لأن الله يشاء انهزامه على حد زعمك, أليس هذا القول منك فيه لفحة من القدر الذي كان القوم, و الإرادة الشرعية تختلف عن المشيئة؛ لأن الإرادة تكون شرعية وتكون قدرية كونية؛ فإذا كانت الإرادة قدرية كونية؛ فهي بمعنى المشيئة, فيجب أن نفرق بين معنيي الإرادة ".
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم لذلك الرجل« بل قل ما شاء الله وحده » فمشيئة الله تعالى ليست تابعة لمشيئة أحد من خلقه, بل إن من اعتقادنا الحق: أن جميع المشيئات تابعة لمشيئة الله تعالى, ولكن الشعراء يقولون ما لو اعتقدوه لكان الأمر عظيماً وخطيراً والله المستعان) ا. هـ .
يتبع ان شاء الله
(فانظر كيف جعل هذا الشاعر الأحمق مشيئة الله تعالى تابعة لمشيئة شيخه, وأنت خبير أن المشيئة الإلهية لا تكون إلا كونية, و القضاء الكوني لابد من وقوعه حتماً لا يتخلف البتة, فهل عقل هذا الشاعر أن هذا الكلام يجره إلى عواقب وخيمة, فليته يفقه ما يقول!! قد يقول قائل إن الشاعر يريد الإرادة الشرعية فأقول: هذا قول من يهرف بما لا يعرف, وكم من أهل العلم من تكلم بالحق ولم يحصل لهم نصر في حينها, لأن الشرط إذا وقع وتحقق وقع المشروط يا أيها العربي, ولو كان كما تقول لما كان الشر موجوداً لأن الله يشاء انهزامه على حد زعمك, أليس هذا القول منك فيه لفحة من القدر الذي كان القوم, و الإرادة الشرعية تختلف عن المشيئة؛ لأن الإرادة تكون شرعية وتكون قدرية كونية؛ فإذا كانت الإرادة قدرية كونية؛ فهي بمعنى المشيئة, فيجب أن نفرق بين معنيي الإرادة ".
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم لذلك الرجل« بل قل ما شاء الله وحده » فمشيئة الله تعالى ليست تابعة لمشيئة أحد من خلقه, بل إن من اعتقادنا الحق: أن جميع المشيئات تابعة لمشيئة الله تعالى, ولكن الشعراء يقولون ما لو اعتقدوه لكان الأمر عظيماً وخطيراً والله المستعان) ا. هـ .
يتبع ان شاء الله
- 2 -
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد فتتمة لما سبق أقول :
قال الطاعن في شيخنا الجابري – حفظه الله - "دعاس" : (إذ ورطوه في الطعن في شعبة, ثم الطعن في ثلةٍ من الأئمة, كشيخ الإسلام, وشيخنا الإمام الوادعي, والإمام ابن باز, والإمام العثيمين, والعلامة الفوزان, وغيرهم)
قلت : أما الزعم بأنه طعن في شعبة فقد تقدم الرد عليه والحمد لله، وأما زعمه بأنه طعن في ثلة من الأئمة، وذكره لمن زعم انه يطعن فيهم، فالناظر إلى كلامه يظن الشيخ الجابري – حفظه الله ورحم من مات ممن ذكر من أئمة السنة وعلمائها وحفظ الله الأحياء منهم– يظن أنه تكلم في هؤلاء الأئمة قائلا أن فيهم كذا وكذا ووقع فيهم، فهل وقع هذا؟ كلا والله، وغاية ما في الأمر ان شيخنا الجابري – حفظه الله – رد على مقولة ان (أهل السنة أقرب الطوائف إلى الحق) وعلى قائلها، فقال فيهما بما يراه حقاً، حيث سئل – حفظ الله - : (ما هو قولكم –حفظكم الله- فيمن يقول: أهل السنة هم أقرب الطوائف إلى الحق؟) فأجاب : (سبحان الله العظيم! نقول: أولا: من هم أهل السنة عندك؟ الذين قلت: هم أقرب الطوائف إلى الحق من تعني بهذه الطوائف التي وصفت أهل السنة بأنهم أقربها؟.
ثانيا: كلامك هذا باطل بدلالة الكتاب والسنة والإجماع، ثالثا: أنت إلى ماذا تدعوا؟ فإن كنت تدعوا إلى السنة المحضة المستنبطة من الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح فقد افتريت على أهل السنة وناقضت نفسك بنفسك، وان كنت تدعوا إلى طوائف أخرى كالأشعرية والمعتزلة والجهمية وتزعم أن أهل السنة أقرب الطوائف إلى هذه فكذلك هذه فرية عظيمه، ولوقلتُ أنا محدثكم ما قاله هذا القائل لكنت حقيقا بأن أوصف أني مبتدع والحمد لله على العافيه، أهل السنة هم أهل الحق، أهل السنة هم خاصة الله من عبادة، وخاصة رسوله صلى لله عليه وسلم فكيف يوصفون بأنهم أقرب الطوائف إلى الحق إذا هم ليسوا على الحق المحض، بناء على هذه المقولة الفاجرة الفاسدة، هم ليسوا على الحق المحض، بل هم على باطل لكنهم قريبون من أهل الحق، فعرِّفنا يا مسكين من هم الطائفة الذين هم على الحق المحض أظنه لا يدري ما يخرج من رأسه، فمثل هذا والله وبالله وتالله لا يجوز أخذ العلم عنه لأنه يدخل على من يعلمهم الباطل والزور والكذب والبهتان أساس أهل السنة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أهل السنة من أولهم إلى آخرهم هم أقرب الطوائف إلى الحق عندهم باطل عندهم شذوذ، عندهم بدع، بناء على هذه المقولة الفاجرة وحاشى أهل السنة جرم هذه المقولة وإثمها عليه هو يبوء بإثم هذه المقولة لأنه افترى على أهل السنة ما هم منه براء فإن كان يسمع كلامي فإني أنصحه بالتوبة إلى الله وأن يعلن رجوعه عن هذه المقولة الفاجرة وأن يعلن أن أهل السنة هم أهل الحق الخالص الذي لا تشوبه شائبة كما دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع) ا.هـ.
فهذا هو قول شيخنا الجابري حفظه في هذه المقولة وقائلها، وقد نُسبت هذه المقولة لهؤلاء الأئمة المذكورين، وأنهم يقولون بها، وبالتالي فيرى من نسبها لهم كلام الشيخ عبيد – حفظه الله - يتنزل عليهم، فسؤالنا هنا هل قال هؤلاء الأئمة بأن أهل السنة أقرب الطوائف إلى الحق ؟ .
وللإجابة على ذلك ننظر فيما نُقل من كلامهم :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –: (.. وجميع الطوائف المتقابلة من أهل الأهواء تشهد لهم بأنهم أصلح من الآخرين وأقرب إلى الحق ..)
ولنتأمل هنا في قوله (وجميع الطوائف المتقابلة من أهل الأهواء تشهد) فمن الذي يشهد هنا هل هو شيخ الإسلام أم طوائف أهل الأهواء؟!! فهل يجوز لنا أن ننسب لشيخ الإسلام شهادة أهل الأهواء ونجعلها قولا له؟!!، ولنتأمل أيضا في قوله (تشهد لهم بأنهم أصلح من الآخرين وأقرب إلى الحق) فكون كل طائفة من هذه الطوائف تشهد لأهل السنة بأنهم أقرب من (الآخرين)، فهل يعني هذا أن هذه الطائفة تشهد لأهل السنة بأنهم أقرب منها إلى الحق أم أقرب من الآخرين (أي من غيرها من طوائف أهل الأهواء)؟!!.
وخلاصة ما مر ان معنى كلام شيخ الإسلام – رحمه الله – ان كل طائفة من الطوائف المتقابلة من أهل الأهواء ترى نفسها هي على الحق، وترى أن أقرب الطوائف إلى الحق الذي هي عليه هم أهل السنة، فهم أقرب من طوائف أهل الأهواء الأخرى، ولو شهدت أن أهل السنة أقرب منها إلى الحق، لكانت هذه شهادة منها على نفسها بتخلفها عن الحق .
وبعد هذا يتبين للمتأمل أن ما نقل عن شيخ الإسلام في الحقيقة يدل على بطلان هذه المقولة، ولا يدل على صحتها، فضلا عن أن يكون هذا قولا له رحمه الله .
وأنبه إلى انه قد ناقش هذه النقولات أخونا شاكر السالمي في رسالة له بعنوان (تنبيه الخلق)، فان شاء الله انقل ما تيسر لي من مناقشته، فقد أفاد - وفقه الله - ان تلك النقولات مفادها في الحقيقة ليس لها صلة بالموضوع، بل غاية ما فيها بيان أن أهل الحق هم أنفسهم يتفاوتون في قربهم وبعدهم عن إصابة الحق والصواب. فمنهج أهل السنة وهو منهج الحق هو منهجٌ شمولي يشمل الاعتقادات والعبادات والأخلاق والسلوك. فكون الرجل تبنى منهج أهل السنة فقد تبنى طريقة الطائفة المنصورة والفرقة الناجية ولا يعني ذلك أنه مصيب في كل أقواله وأفعاله وأنه محق في كل ما يأتي ويذر, بل الناس يتفاوتون فأقرب الناس إلى ذلك هم الصحابة رضي الله عنهم وذلك بما امتازوا به من صفاتٍ ومواصفات وهكذا من أقرب الناس إلى الصواب العلماء والمحدثون وهكذا..قلت : ففرق بين الكلام عن منهج أهل السنة أو طائفة أهل السنة ككل، والكلام عن بعض أهل السنة وعن الأشخاص والذوات .
فالعلامة الوادعي - رحمه الله – فيما نقل عنه ليس بصدد بيان أن الفرقة الناجية أو أن أهل السنة هي أقرب الطوائف إلى الحق! وإنما خلاصة كلامه حول الصفات التي من تحلى بها توصل إلى الفرقة الناجية وبين – رحمه الله – أن أقرب الناس إلى ذلك هم المحدثون لما اتصفوا به من الصفات, فقد قال – رحمه الله -: (.. فمن توفرت فيه هذه الصفات في سورة العصر والمؤمنون والحديث فهو من الفرقة الناجية سواء كان حجازياً أم يمنياً أم شامياً أم من أي بلدة كان.
وأقرب الناس ممن تنطبق عليه هذه الصفات هم أهل الحديث وقد قال غير واحد من أهل العلم: إن المراد بما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما – وذكر حديث لا تزال طائفة .. – قال غير واحد من أهل العلم: إن المراد بهم أهل الحديث لأنهم لا يتعصبون لأي مذهب وإنما يتعصبون للحق ولا ينبغي أن يقصر على المحدثين, فالرجل الصالح المتبع للحق من الفرقة الناجية وإن لم يكن محدثا, إلا أن أهل الحديث يدخلون دخولاً أوليا)
فالنص بطوله يدل دلالة واضحة على أن الشيخ ما أراد الحكم على منهج أهل السنة لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ وإنما أراد أن يبين فضيلة أهل الحديث ومدى قربهم لهذه الصفات الحسنة.
وأما الشيخ ابن باز - رحمه الله – فأظنه أراد بذلك ما نقل عن اللجنة الدائمة، وما أدري لما لم يذكر اللجنة الدائمة وإنما الشيخ ابن باز وحده؟!!
قال أخونا السالمي – وفقه الله – (وأما ما نقله عن اللجنة الدائمة, فيقال أن جواب اللجنة عن الانتماءات الموجودة في الساحة وهذا واضح من السؤال وأيضاً من الإجابة, ولا يتردد منصف أن الجماعة التي ترفع راية السنة والحديث وتدعي انتمائها لذلك هي أقرب للصواب من غيرها ممن لم يرفع بالسنة رأسا, ولا تعني اللجنة الموقرة بإجابتها (أهل السنة الحقة) وهي الطائفة المنصورة بدليل قولها (أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق وأحرصها على تطبيقه: أهل السنة وهم أهل الحديث وجماعة أنصار السنة ثم الإخوان المسلمون. وبالجملة فكل فرقة من هؤلاء وغيرهم فيها خطأ وصواب ..).
ومن المعلوم أن منهج أهل السنة منهج معصوم ليس فيه خطأ ولا زلل فليس هو داخل في إجابة اللجنة قطعاً ) ا. هـ .
وأما الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – فهو فيما نقل عنه ( بصدد المقارنة بذكر أهم المميزات التي تميز بها جيل الصحابة – رضي الله تعالى عنهم – عن غيرهم ممن يزهد في طريقتهم, فأبان - رحمه الله – عن أهم المميزات فقال: (فمن طريقة أهل السنة والجماعة أن ينظروا في سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار فيتبعوها لأن اتباعها يؤدي إلى محبتهم مع كونهم أقرب إلى الصواب والحق, خلافاً لمن زهد في هذه الطريقة وصار يقول: هم رجال ونحن رجال! لا يبالي بخلافهم!! وكأن قول أبي بكر وعمر وعثمان وعلي كقول فلان وفلان من أواخر هذه الأمة!! وهذا خطأ وضلال فالصحابة أقرب إلى الصواب وقولهم مقدم على غيرهم من أجل ما عندهم من الإيمان والعلم وما عندهم من الفهم السليم والتقوى والأمانة وما لهم من صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم).
فلا يستفاد من كلام الشيخ – رحمه الله – القول بتلك المقالة وإلا فبماذا يفسر قول الشيخ (وكلما بعد الناس عن عهد النبوة بعدوا من الحق, وكلما قرب الناس من عهد النبوة قربوا من الحق) فما المقصود بعهد النبوة والذي هو ملازم للحق؟! أليس هو منهج أهل السنة والذي ارتضوه لأنفسهم بأن يكونوا تابعين له في جميع شؤونهم وأحوالهم, وهم لا شك في ذلك على مراتب من قربهم وبعدهم عن الحق والصواب ولا ريب أن الصحابة مقارنة بغيرهم هم من أقرب الناس إلى ذلك .
وأما ما نقل عن الشيخ الفوزان – حفظه الله – فلا مزيد عليه لأنه يلحق بما قبله, ويزداد كلامه وضوحاً في تتمة مقاله حيث قال: (فهم أقرب إلى الصواب وأحق بالإتباع بعد الرسول صلى الله عليه وسلم فاتباعهم يأتي بالدرجة الثانية بعد اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فأقوال الصحابة حجة يجب اتباعها إذا لم يوجد نص عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن طريقهم أسلم وأعلم وأحكم ..).
ففضيلته – حفظه الله – بين منـزلة الصحابة والتي بها استحقوا أن يُتبعوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس في كلامه ما يدل على أن منهج الصحابة وطريقتهم في اتباع رسول والذي سار عليه أهل السنة هو أقرب إلى الحق, فاعتبروا يا أولي الأبصار ) . انتهى المراد بتصرف يسير .
وبهذا يتبين للمتبصر ان نسبة مقولة ان (أهل السنة أقرب الطوائف إلى الحق) إلى هؤلاء الأئمة نسبة غير صحيحة، ومن ذلك يعلم خطأ من رمى الشيخ الجابري – حفظه الله – بالطعن فيهم، وأنه رماه بما هو منه بريء .
وقد خطّأ هذه المقولة أيضا شيخان فاضلان من مشايخ السنة، وهما الشيخ زيد المدخلي والشيخ عبدالله البخاري - حفظهما الله - .
وأخيرا فمما قاله الطاعن في شيخنا الجابري - حفظه الله –: (وقد كان من عبيد ما كان, حتى صار كـما قيل: (كخائض الوحل كلما تحرك لينهض رسب) , وعرف عند كل منصفٍ متجرد للحق تحامله, وسعيه بالشقاق والفرقة في الدعوة السلفية في اليمن, بمناصرة الحزب الجديد الفاجر) .
أما قولك أيها الظالم انه صار كخائض الوحل، الذي كلما تحرك لينهض رسب، فهذا وصف أنت أحق به وأمثالك لا الشيخ – حفظه الله - ، فقد غرقتم في أوحال الظلم والجهل إلى آذانكم . واسأل الله أن يكفينا وعلماء السنة ظلمكم وأذاكم .
وأما قولك (وعرف عند كل منصفٍ متجرد للحق تحامله, وسعيه بالشقاق والفرقة في الدعوة السلفية في اليمن, بمناصرة الحزب الجديد الفاجر) فقولك كل منصف يدخل فيه دخولا أولياً أكابر علمائنا، كالشيخ ربيع و والشيخ النجمي والشيخ زيد المدخلي وغيرهم من علماء الحرمين وعلماء اليمن – حفظهم الله - الذين سعوا في إخماد هذه الفتنة، فلتأتني بكلمة واحدة عنهم تثبت ما قلت ان كنت صادقاً، وأنّى لك ذلك؟!! ، بل على العكس مما قلت، فما رأينا منهم فيه إلا الثناء والقول الحسن . إلا أن كنت ترى أن هؤلاء الأفاضل ليسوا من المنصفين والمتجردين للحق، وليس هذا ببعيد عنك وعن أمثالك!! .
فحسبنا الله ونعم الوكيل
وأسأل الله أن يصرف عنا وعن علمائنا وعن سائر أهل السنة كل أذى وشر .
والحمد لله رب العالمين .
وأنبه أن جل ما كُتب هنا قد استفدته من ردود إخواني الذين كتبوا حول ما ذكر أو نقلته عنهم بتصرف يوافق الموضوع .
قال الطاعن في شيخنا الجابري – حفظه الله - "دعاس" : (إذ ورطوه في الطعن في شعبة, ثم الطعن في ثلةٍ من الأئمة, كشيخ الإسلام, وشيخنا الإمام الوادعي, والإمام ابن باز, والإمام العثيمين, والعلامة الفوزان, وغيرهم)
قلت : أما الزعم بأنه طعن في شعبة فقد تقدم الرد عليه والحمد لله، وأما زعمه بأنه طعن في ثلة من الأئمة، وذكره لمن زعم انه يطعن فيهم، فالناظر إلى كلامه يظن الشيخ الجابري – حفظه الله ورحم من مات ممن ذكر من أئمة السنة وعلمائها وحفظ الله الأحياء منهم– يظن أنه تكلم في هؤلاء الأئمة قائلا أن فيهم كذا وكذا ووقع فيهم، فهل وقع هذا؟ كلا والله، وغاية ما في الأمر ان شيخنا الجابري – حفظه الله – رد على مقولة ان (أهل السنة أقرب الطوائف إلى الحق) وعلى قائلها، فقال فيهما بما يراه حقاً، حيث سئل – حفظ الله - : (ما هو قولكم –حفظكم الله- فيمن يقول: أهل السنة هم أقرب الطوائف إلى الحق؟) فأجاب : (سبحان الله العظيم! نقول: أولا: من هم أهل السنة عندك؟ الذين قلت: هم أقرب الطوائف إلى الحق من تعني بهذه الطوائف التي وصفت أهل السنة بأنهم أقربها؟.
ثانيا: كلامك هذا باطل بدلالة الكتاب والسنة والإجماع، ثالثا: أنت إلى ماذا تدعوا؟ فإن كنت تدعوا إلى السنة المحضة المستنبطة من الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح فقد افتريت على أهل السنة وناقضت نفسك بنفسك، وان كنت تدعوا إلى طوائف أخرى كالأشعرية والمعتزلة والجهمية وتزعم أن أهل السنة أقرب الطوائف إلى هذه فكذلك هذه فرية عظيمه، ولوقلتُ أنا محدثكم ما قاله هذا القائل لكنت حقيقا بأن أوصف أني مبتدع والحمد لله على العافيه، أهل السنة هم أهل الحق، أهل السنة هم خاصة الله من عبادة، وخاصة رسوله صلى لله عليه وسلم فكيف يوصفون بأنهم أقرب الطوائف إلى الحق إذا هم ليسوا على الحق المحض، بناء على هذه المقولة الفاجرة الفاسدة، هم ليسوا على الحق المحض، بل هم على باطل لكنهم قريبون من أهل الحق، فعرِّفنا يا مسكين من هم الطائفة الذين هم على الحق المحض أظنه لا يدري ما يخرج من رأسه، فمثل هذا والله وبالله وتالله لا يجوز أخذ العلم عنه لأنه يدخل على من يعلمهم الباطل والزور والكذب والبهتان أساس أهل السنة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أهل السنة من أولهم إلى آخرهم هم أقرب الطوائف إلى الحق عندهم باطل عندهم شذوذ، عندهم بدع، بناء على هذه المقولة الفاجرة وحاشى أهل السنة جرم هذه المقولة وإثمها عليه هو يبوء بإثم هذه المقولة لأنه افترى على أهل السنة ما هم منه براء فإن كان يسمع كلامي فإني أنصحه بالتوبة إلى الله وأن يعلن رجوعه عن هذه المقولة الفاجرة وأن يعلن أن أهل السنة هم أهل الحق الخالص الذي لا تشوبه شائبة كما دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع) ا.هـ.
فهذا هو قول شيخنا الجابري حفظه في هذه المقولة وقائلها، وقد نُسبت هذه المقولة لهؤلاء الأئمة المذكورين، وأنهم يقولون بها، وبالتالي فيرى من نسبها لهم كلام الشيخ عبيد – حفظه الله - يتنزل عليهم، فسؤالنا هنا هل قال هؤلاء الأئمة بأن أهل السنة أقرب الطوائف إلى الحق ؟ .
وللإجابة على ذلك ننظر فيما نُقل من كلامهم :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –: (.. وجميع الطوائف المتقابلة من أهل الأهواء تشهد لهم بأنهم أصلح من الآخرين وأقرب إلى الحق ..)
ولنتأمل هنا في قوله (وجميع الطوائف المتقابلة من أهل الأهواء تشهد) فمن الذي يشهد هنا هل هو شيخ الإسلام أم طوائف أهل الأهواء؟!! فهل يجوز لنا أن ننسب لشيخ الإسلام شهادة أهل الأهواء ونجعلها قولا له؟!!، ولنتأمل أيضا في قوله (تشهد لهم بأنهم أصلح من الآخرين وأقرب إلى الحق) فكون كل طائفة من هذه الطوائف تشهد لأهل السنة بأنهم أقرب من (الآخرين)، فهل يعني هذا أن هذه الطائفة تشهد لأهل السنة بأنهم أقرب منها إلى الحق أم أقرب من الآخرين (أي من غيرها من طوائف أهل الأهواء)؟!!.
وخلاصة ما مر ان معنى كلام شيخ الإسلام – رحمه الله – ان كل طائفة من الطوائف المتقابلة من أهل الأهواء ترى نفسها هي على الحق، وترى أن أقرب الطوائف إلى الحق الذي هي عليه هم أهل السنة، فهم أقرب من طوائف أهل الأهواء الأخرى، ولو شهدت أن أهل السنة أقرب منها إلى الحق، لكانت هذه شهادة منها على نفسها بتخلفها عن الحق .
وبعد هذا يتبين للمتأمل أن ما نقل عن شيخ الإسلام في الحقيقة يدل على بطلان هذه المقولة، ولا يدل على صحتها، فضلا عن أن يكون هذا قولا له رحمه الله .
وأنبه إلى انه قد ناقش هذه النقولات أخونا شاكر السالمي في رسالة له بعنوان (تنبيه الخلق)، فان شاء الله انقل ما تيسر لي من مناقشته، فقد أفاد - وفقه الله - ان تلك النقولات مفادها في الحقيقة ليس لها صلة بالموضوع، بل غاية ما فيها بيان أن أهل الحق هم أنفسهم يتفاوتون في قربهم وبعدهم عن إصابة الحق والصواب. فمنهج أهل السنة وهو منهج الحق هو منهجٌ شمولي يشمل الاعتقادات والعبادات والأخلاق والسلوك. فكون الرجل تبنى منهج أهل السنة فقد تبنى طريقة الطائفة المنصورة والفرقة الناجية ولا يعني ذلك أنه مصيب في كل أقواله وأفعاله وأنه محق في كل ما يأتي ويذر, بل الناس يتفاوتون فأقرب الناس إلى ذلك هم الصحابة رضي الله عنهم وذلك بما امتازوا به من صفاتٍ ومواصفات وهكذا من أقرب الناس إلى الصواب العلماء والمحدثون وهكذا..قلت : ففرق بين الكلام عن منهج أهل السنة أو طائفة أهل السنة ككل، والكلام عن بعض أهل السنة وعن الأشخاص والذوات .
فالعلامة الوادعي - رحمه الله – فيما نقل عنه ليس بصدد بيان أن الفرقة الناجية أو أن أهل السنة هي أقرب الطوائف إلى الحق! وإنما خلاصة كلامه حول الصفات التي من تحلى بها توصل إلى الفرقة الناجية وبين – رحمه الله – أن أقرب الناس إلى ذلك هم المحدثون لما اتصفوا به من الصفات, فقد قال – رحمه الله -: (.. فمن توفرت فيه هذه الصفات في سورة العصر والمؤمنون والحديث فهو من الفرقة الناجية سواء كان حجازياً أم يمنياً أم شامياً أم من أي بلدة كان.
وأقرب الناس ممن تنطبق عليه هذه الصفات هم أهل الحديث وقد قال غير واحد من أهل العلم: إن المراد بما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما – وذكر حديث لا تزال طائفة .. – قال غير واحد من أهل العلم: إن المراد بهم أهل الحديث لأنهم لا يتعصبون لأي مذهب وإنما يتعصبون للحق ولا ينبغي أن يقصر على المحدثين, فالرجل الصالح المتبع للحق من الفرقة الناجية وإن لم يكن محدثا, إلا أن أهل الحديث يدخلون دخولاً أوليا)
فالنص بطوله يدل دلالة واضحة على أن الشيخ ما أراد الحكم على منهج أهل السنة لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ وإنما أراد أن يبين فضيلة أهل الحديث ومدى قربهم لهذه الصفات الحسنة.
وأما الشيخ ابن باز - رحمه الله – فأظنه أراد بذلك ما نقل عن اللجنة الدائمة، وما أدري لما لم يذكر اللجنة الدائمة وإنما الشيخ ابن باز وحده؟!!
قال أخونا السالمي – وفقه الله – (وأما ما نقله عن اللجنة الدائمة, فيقال أن جواب اللجنة عن الانتماءات الموجودة في الساحة وهذا واضح من السؤال وأيضاً من الإجابة, ولا يتردد منصف أن الجماعة التي ترفع راية السنة والحديث وتدعي انتمائها لذلك هي أقرب للصواب من غيرها ممن لم يرفع بالسنة رأسا, ولا تعني اللجنة الموقرة بإجابتها (أهل السنة الحقة) وهي الطائفة المنصورة بدليل قولها (أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق وأحرصها على تطبيقه: أهل السنة وهم أهل الحديث وجماعة أنصار السنة ثم الإخوان المسلمون. وبالجملة فكل فرقة من هؤلاء وغيرهم فيها خطأ وصواب ..).
ومن المعلوم أن منهج أهل السنة منهج معصوم ليس فيه خطأ ولا زلل فليس هو داخل في إجابة اللجنة قطعاً ) ا. هـ .
وأما الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – فهو فيما نقل عنه ( بصدد المقارنة بذكر أهم المميزات التي تميز بها جيل الصحابة – رضي الله تعالى عنهم – عن غيرهم ممن يزهد في طريقتهم, فأبان - رحمه الله – عن أهم المميزات فقال: (فمن طريقة أهل السنة والجماعة أن ينظروا في سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار فيتبعوها لأن اتباعها يؤدي إلى محبتهم مع كونهم أقرب إلى الصواب والحق, خلافاً لمن زهد في هذه الطريقة وصار يقول: هم رجال ونحن رجال! لا يبالي بخلافهم!! وكأن قول أبي بكر وعمر وعثمان وعلي كقول فلان وفلان من أواخر هذه الأمة!! وهذا خطأ وضلال فالصحابة أقرب إلى الصواب وقولهم مقدم على غيرهم من أجل ما عندهم من الإيمان والعلم وما عندهم من الفهم السليم والتقوى والأمانة وما لهم من صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم).
فلا يستفاد من كلام الشيخ – رحمه الله – القول بتلك المقالة وإلا فبماذا يفسر قول الشيخ (وكلما بعد الناس عن عهد النبوة بعدوا من الحق, وكلما قرب الناس من عهد النبوة قربوا من الحق) فما المقصود بعهد النبوة والذي هو ملازم للحق؟! أليس هو منهج أهل السنة والذي ارتضوه لأنفسهم بأن يكونوا تابعين له في جميع شؤونهم وأحوالهم, وهم لا شك في ذلك على مراتب من قربهم وبعدهم عن الحق والصواب ولا ريب أن الصحابة مقارنة بغيرهم هم من أقرب الناس إلى ذلك .
وأما ما نقل عن الشيخ الفوزان – حفظه الله – فلا مزيد عليه لأنه يلحق بما قبله, ويزداد كلامه وضوحاً في تتمة مقاله حيث قال: (فهم أقرب إلى الصواب وأحق بالإتباع بعد الرسول صلى الله عليه وسلم فاتباعهم يأتي بالدرجة الثانية بعد اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فأقوال الصحابة حجة يجب اتباعها إذا لم يوجد نص عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن طريقهم أسلم وأعلم وأحكم ..).
ففضيلته – حفظه الله – بين منـزلة الصحابة والتي بها استحقوا أن يُتبعوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس في كلامه ما يدل على أن منهج الصحابة وطريقتهم في اتباع رسول والذي سار عليه أهل السنة هو أقرب إلى الحق, فاعتبروا يا أولي الأبصار ) . انتهى المراد بتصرف يسير .
وبهذا يتبين للمتبصر ان نسبة مقولة ان (أهل السنة أقرب الطوائف إلى الحق) إلى هؤلاء الأئمة نسبة غير صحيحة، ومن ذلك يعلم خطأ من رمى الشيخ الجابري – حفظه الله – بالطعن فيهم، وأنه رماه بما هو منه بريء .
وقد خطّأ هذه المقولة أيضا شيخان فاضلان من مشايخ السنة، وهما الشيخ زيد المدخلي والشيخ عبدالله البخاري - حفظهما الله - .
وأخيرا فمما قاله الطاعن في شيخنا الجابري - حفظه الله –: (وقد كان من عبيد ما كان, حتى صار كـما قيل: (كخائض الوحل كلما تحرك لينهض رسب) , وعرف عند كل منصفٍ متجرد للحق تحامله, وسعيه بالشقاق والفرقة في الدعوة السلفية في اليمن, بمناصرة الحزب الجديد الفاجر) .
أما قولك أيها الظالم انه صار كخائض الوحل، الذي كلما تحرك لينهض رسب، فهذا وصف أنت أحق به وأمثالك لا الشيخ – حفظه الله - ، فقد غرقتم في أوحال الظلم والجهل إلى آذانكم . واسأل الله أن يكفينا وعلماء السنة ظلمكم وأذاكم .
وأما قولك (وعرف عند كل منصفٍ متجرد للحق تحامله, وسعيه بالشقاق والفرقة في الدعوة السلفية في اليمن, بمناصرة الحزب الجديد الفاجر) فقولك كل منصف يدخل فيه دخولا أولياً أكابر علمائنا، كالشيخ ربيع و والشيخ النجمي والشيخ زيد المدخلي وغيرهم من علماء الحرمين وعلماء اليمن – حفظهم الله - الذين سعوا في إخماد هذه الفتنة، فلتأتني بكلمة واحدة عنهم تثبت ما قلت ان كنت صادقاً، وأنّى لك ذلك؟!! ، بل على العكس مما قلت، فما رأينا منهم فيه إلا الثناء والقول الحسن . إلا أن كنت ترى أن هؤلاء الأفاضل ليسوا من المنصفين والمتجردين للحق، وليس هذا ببعيد عنك وعن أمثالك!! .
فحسبنا الله ونعم الوكيل
وأسأل الله أن يصرف عنا وعن علمائنا وعن سائر أهل السنة كل أذى وشر .
والحمد لله رب العالمين .
وأنبه أن جل ما كُتب هنا قد استفدته من ردود إخواني الذين كتبوا حول ما ذكر أو نقلته عنهم بتصرف يوافق الموضوع .
منقول من منتديات الوحيين السلفية