خطر الفتنة الحالقة للدين
التي أضرمها وأججها الشيخ يحيى بن علي الحجوري بين السلفيين
الجزء الأول
التي أضرمها وأججها الشيخ يحيى بن علي الحجوري بين السلفيين
الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا أما بعد : فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعه وكل بدعة ضلالة
أيها الإخوة السلفيين في العالم يقول الله تعالى﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1) ﴾ [سوره الأنفال] قال ابن عباس رضي الله عنه : قال هذا تحريج من الله على المؤمنين أن يتقوا الله وأن يصلحوا ذات بينهم
وقال تعالى ﴿ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12)﴾[سورة ن]
وقال تعالى ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114) وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115)﴾ [سورة النساء]
وعَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ حَالِقَةُ الدِّينِ لَا حَالِقَةُ الشَّعَرِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ ( 1)
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ قَالُوا بَلَى قَالَ إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ(2 )
قال الباجي رحمه الله : أي أنها لا تبقي شيئا من الحسنات حتى تذهب بها( 3)
وقال الطيبي رحمه الله : فيه حث وترغيب في إصلاح ذات البين واجتناب عن الإفساد فيها لأن الإصلاح سبب للاعتصام بحبل الله وعدم التفرق بين المسلمين وفساد ذات البين ثلمة في الدين فمن تعاطى إصلاحها ورفع فسادها نال درجة فوق ما يناله الصائم القائم المشتغل بخويصة نفسه فعلى هذا ينبغي أن يحمل الصلاة والصيام على الإطلاق والحالقة على ما يحتاج إليه أمر الدين انتهى(4 )
وقال المناوي : أي إصلاح أحوال البين حتى تكون أحوالكم أحوال صحبة وألفة أو هو إصلاح الفساد والفتنة التي بين القوم ( فإن فساد ذات البين هي الحالقة ) أي الخصلة التي شأنها أن تحلق أي تهلك وتستأصل الدين كما يستأصل الموسى الشعر أو المراد المزيلة لمن وقع فيها لما يترتب عليه من الفساد والضغائن وذلك لما فيه من عموم المنافع الدينية والدنيوية من التعاون والتناصر والألفة والاجتماع على الخير حتى أبيح فيه الكذب وكثرة ما يندفع من المضرة في الدنيا والدين بتشتت القلوب ووهن الأديان من العداوات وتسليط الأعداء وشماتة الحساد فلذلك صارت أفضل الصدقات (5 )
قال محمد بن أيمن الرهاوي :
إن المكارم أجمعها إذا حصلت *** رجعت بجملتها إلى شيئين
تعظيم أمر الله جل جلالـه ***والسعى في إصلاح ذات البين
أخي الكريم فانظر كم من صَفيين تباعدا وكم متواصلين تقاطعا وكم من مُحبَّين افترقا وكم من إلفين تهاجرا وكم من زوجين تطالقا فليتق الله ربه عز وجل رجل يصغي لساع أو يستمع لنمام.
ووجد في حِكَم القُدماء أبغض الناس إلى الله المثُلث قال الأصمعي: هو الرجل يسعى بأخيه إلى الإمام فيهلك نفسه وأخاه وإمامه.
وقال بعض الحكماء : احذروا أعداء العقول ولصوص المودات, وهم السعاة والنمامون إذا سرق اللصوص المتاع سرقوا هم المودات.
وفي المثل السائر:من أطاع الواشي ضيع الصديق. وقد تُقطع الشجرة فتنبت ويقطعُ اللحمَ السيفُ فيندمل واللسان لا يندمل جرحه.
قال أبو حاتم رضى الله عنه: الواجب على الناس كافة مجانبة الإفكار في السبب الذي يؤدي إلى البغضاء والمشاحنه بين الناس والسعي فيما يفرق جمعهم ويشتت شملهم والعاقل لا يخوض في الإفكار فيما ذكرنا ولا يقبل سعاية الواشي بحيلة من الحيل لعلمه بما يرتكب الواشي من الإثم في العقبى بفعله ذلك.اهـ (6 )
وعن يحيى بن أبي كثير قال الذي يعمله النمام في ساعة لا يعمله الساحر في شهر( 7).
فوقعت هذه الفتنة بسبب أشياء مخفية في الصدور وعجلةٍ في الأمور وكذا حب الزعامة والظهور ووجد الوشاة أرضاً خصبة وتربة رطبة قبلت بذرتهم الخبيثة وتجارتهم الحقيرة فافسدوا بين الخلان وباعدوا بين الإخوان أصحاب المنهج الواحد ولا عجب لأن أهل السنة أعدائهم كثير ولكن العجب كيف يخدع من يدّعي العلم والحلم ويخفى عليه ان النميمة تهتك الأستار وتفشي الأسرار وتورث الضغائن وترفع المودة وتجدد العداوة وتبدد الجماعة وتهيج الحقد وتزيد الصد فمن وشى إليه عن أخ كان الواجب عليه معاتبته على الهفوة إن كانت وقبول العذر إذا إعتذر وترك الإكثار من العتب مع توطين النفس على الشكر عند الحفاظ وعلى الصبر عند الضياع وعلى المعاتبة عند الإساءة.
وسأذكر لكم أهم أسباب هذه الفتنة الحالقة للدين :
1ـ العجلة في الأحكام(8 )
2ـ عدم التثبت في الأخبار( 9)
3ـ حب الزعامة الدعوية(10 )
4ـ أغراض شخصية(11 ) منها (الحسد)
5ـ بطانة السوء(12 )
6ـ قلة التجربة الدعوية( 13)
7- الاستكبار وعدم قبول الحق (لأنه إمام الثقلين )(14 )
8- السَّفه وبذاءة اللسان (15 )
فبهذه الأسباب حصلت الفتنة الحالقة للدين وكان الشيخ يحيى بن علي الحجوري من أكبر الساعين في هذه الفتنة بل هو رأسها ومؤججها وصار حرباً بلسانه وبنانه على إخوانه ولا تعجب لأنه ابن الحرب كما صرح هو بنفسه في أول الفتنة حين تمثل بقول الشاعر:
أنا ابن الحرب ربتني وليدا *** إلى أن شبت واكتهلت لداتي(16 )
ولكنه حمل سلاحا في حربه هذه التي يقودها خانه حين حمي الوطيس ألا وهو (الكذب وبذاءة اللسان) والمعاند إذا أفحم لجأ إلى السباب والفجور وربما يقاتل والعياذ بالله
قال أبو حاتم رضى الله عنه : ومنه يعني ـ المِراء ـ يكون السباب ومن السباب يكون القتال ومن القتال يكون هراقة الدم وما مارى أحد أحدا إلا وقد غير المِراء قلبيهما.(17 )
قال أبو الأخفش الكناني لابن له:
أبُني لا تك ماحييت مماريا *** ودع السفاهة إنها لا تنفع
لا تحملنَّ ضغينة لقرابة *** إن الضغينة للقرابة تقطع
لا تحسبن الحلم منك مذلة *** إن الحليم هو الأعز الأمنع(18 )
وعن الأوزاعي قال: قال بلال بن سعد: إذا رأيت الرجل لجوجاً ممارياً معجباً برأيه فقد تمت خسارته.
يقول عبد العزيز بن أبي حازم: سمعت أبي يقول : « العلماء كانوا فيما مضى من الزمان إذا لقي العالم من هو فوقه في العلم كان ذلك يوم غنيمة وإذا لقي من هو مثله ذاكره ، وإذا لقي من هو دونه لم يزه عليه ، حتى كان هذا الزمان فصار الرجل يعيب من هو فوقه ابتغاء أن ينقطع منه حتى يرى الناس أنه ليس به حاجة إليه ولا يذاكر من هو مثله ويزهى على من هو دونه فهلك الناس » قال أبو عمر بن عبد البر رحمه الله معلقاً : « قد غلط فيه كثير من الناس وضلت فيه نابتة جاهلة لا تدري ما عليها في ذلك ، والصحيح في هذا الباب أن من صحت عدالته وثبتت في العلم إمامته وبانت ثقته وبالعلم عنايته لم يلتفت فيه إلى قول أحد إلا أن يأتي في جرحته ببينة عادلة يصح بها جرحته على طريق الشهادات والعمل فيها من المشاهدة والمعاينة لذلك بما يوجب تصديقه فيما قاله لبراءته من الغل والحسد والعداوة والمنافسة وسلامته من ذلك كله ، فذلك كله يوجب قبول قوله من جهة الفقه والنظر ، وأما من لم تثبت إمامته ولا عرفت عدالته ولا صحت لعدم الحفظ والإتقان روايته ، فإنه ينظر فيه إلى ما اتفق أهل العلم عليه ويجتهد في قبول ما جاء به على حسب ما يؤدي النظر إليه.
قلت : فكيف لو أدرك أبو حازم رحمه الله زمان الشيخ الحجوري (إمام الثقلين) فالله المستعان.
فالعالم لابد أن يكون متواضعاً ( 19) بعيداً عن الكبر والأُبّهة وان يكون متصفا بالحلم والأناءة والرفق والعفو والصبر والثناء على من هو اكبر منه علماً وسناً ولا يستقل برأيه بل يضع يده بأيدي إخوانه ويكون بعيداً عن الفتن . قيل لابن المبارك: ما خير ما أعطِيَ الرجل؟ قال: غريزة عقل، قيل: فإن لم يكن؟ قال: أدب حسن، قيل: فإن لم يكن؟ قال: أخ صالح يستشيره، قيل: فإن لم يكن؟ قال: صَمْتٌ طويل، قيل: فإن لم يكن؟ قال: موت عاجل.
قال ابن حبان البستي رحمه الله :
والعاقل لا يخفى عليه عيبُ نفسه؛ لأن من خفي عليه عَيْبُ نفسه خَفيتْ عليه محاسن غيره، وإن من أشد العقوبة للمرء أن يخفى عليه عيبه؛ لأنه ليس بمقلع عن عيبه من لم يعرفه، وليس بنائل محاسن من لم يعرفها، وما أنفع التجارب للمبتدي .اهـ
أرى كل إنسان يرى عيب غيره *** ويعمى عن العيب الذي هو فيه
وما خير من تخفى عليه عيوبه *** ويبدو له العيـب الذي لأخيـه
ولابد للعالم أن يتصف بمكارم الأخلاق قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)﴾ آل عمران.
قال علي بن محمد البسامي :
إن المكارم أبواب مصـنفة ... فالعقل أولهــا والصمت ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها ... والجود خامسها والصدق ساديها
والصبر سابعها والشكر ثامنها ... واللين تاسعها والصفح عاشيها
وبعض طلبة العلم هدانا الله وإياهم لا يتأدب مع مشايخه ومن هو أكبر سناً وعلما ًبل يجهل أو يتجاهل ما هم عليه من العلم والسنة والمجاهدة والسابقية للعلم والسنة, وإذا تعلم هذا الطالب شيئا قليلاً من العلم فإنه يجهل الكثير الكثير منه وليتعلم مع العلم الأدب وحسن الخطاب مع الناس ولا يكون بذيئاً فاحشاً شامتاَ على حساب السنة والعلم لأنك تسمع هذه الأيام وللأسف الشديد ومن منابر العلم ألفاظاً تُقال في أهل العلم والفضل يستحي صاحب المروءة أن يسمعها فضلاً أن يقولها ! أما تستحي من الله ومن خلقه وتتقي الله في من شابت لحاهم في العلم والسنة وأنت مازلت في جهلك ومعصيتك وتنفرد بأقوالك دون سائر أهل السنة والله إن لحوم العلماء مسمومة كما قال الإمام ابن عساكر في كتابه تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري[ص29]: وأعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء رحمة الله عليهم مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم والتناول لأعراضهم بالزور والإفتراء مرتع وخيم والإختلاق على من إختاره الله منهم لنعش العلم خلق ذميم والإقتداء بما مدح الله به قول المتبعين من الإستغفار لمن سبقهم وصف كريم إذ قال مثنياً عليهم في كتابه وهو بمكارم الأخلاق وضدها عليم ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10) ﴾ الحشر .
حسبنا الله ونعم الوكيل.
واليك بعض نصائح السلف رحمهم الله :-
فعن الأحنف بن قيس قال قال عمر بن الخطاب: يا أحنف من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه.
قال الشعبي رحمه الله لطلاب العلم : يا طلاب العلم لا تطلبوا العلم بسفاهةٍ وطيش واطلبوه بسكينة ووقار وتؤدة.
قال أبو حاتم رضي الله عنه :الواجب على العاقل أن ينصف أذنيه من فيه ويعلم أنه إنما جعلت له أذنان وفم واحد ليسمع أكثر مما يقول لأنه إذا قال ربما ندم وإن لم يقل لم يندم وهو على رد ما لم يقل أقدر منه على رد ما قال والكلمة إذا تكلم بها ملكته وإن لم يتكلم بها ملكها والعجب ممن يتكلم بالكلمة إن هي رفعت ربما ضرته وإن لم ترفع لم تضره كيف لا يصمت ورب كلمة سلبت نعمة .(20 )
وكان الأوزاعي رحمه الله يقول: ما بُلى أحد في دينه ببلاء أضر عليه من طلاقة لسانه .
أقول : وهذا هو البلاء الذي ابتليَ به الشيخ الحجوري فأورده المهالك حيث أطلق لسانه في أهل العلم وطلبته طعناً وتبديعاً وتحزيباً .
وقال أبو حاتم رضي الله عنه: لسان العاقل يكون وراء قلبه فإذا أراد القول رجع إلى القلب فإن كان له قال وإلا فلا والجاهل قلبه في طرف لسانه ما أتى على لسانه تكلم به وما عقل دينه من لم يحفظ لسانه واللسان إذا صلح تبين ذلك على الأعضاء وإذا فسد فكذلك.
وقال أبو حاتم رضي الله عنه: الحياء من الإيمان والمؤمن في الجنة والبذاء من الجفاء والجافي في النار إلا أن يتفضل الله عليه برحمته فيخلصه منه فإذا لزم المرء الحياء كانت أسباب الخير منه موجودة كما أن الواقح إذا لزم البذاء كان وجود الخير منه معدوما وتواتر الشر منه موجودا لأن الحياء هو الحائل بين المرء وبين المزجورات كلها فبقوة الحياء يضعف ارتكابه إياها وبضعف الحياء تقوى مباشرته إياها ولقد أحسن الذي يقول:
ورب قبيحة ما حال بيني ... وبين ركوبها إلا الحيـاء
فكان هو الدواء لها ولكن ... إذا ذهب الحياء فلا دواء
وقال أبو حاتم: إن المرء إذا اشتد حياؤه صان عرضه ودفن مساويه ونشر محاسنه ومن ذهب حياؤه ذهب سروره ومن ذهب سروره هان على الناس ومُقت ومن مقت أُوذى ومن أُوذى حزن ومن حزن فقد عقله ومن أصيب في عقله كان أكثر قوله عليه لا له ولا دواء لمن لا حياء له ولا حياء لمن لا وفاء له ولا وفاء لمن لا إخاء له ومن قل حياؤه صنع ما شاء وقال ما أحب اهـ.
فكان أكبر سبب في فساد ذات البين هو تسليط لسانك على إخوانك , وكذا الكبر وعدم مراعاة الإخوة في الله , واقرأ هذه العبارة لابن حبان وعض عليها بالنواجذ واهدها لأخيك الطالب لعلَّ الله أن ينفعه بها:
قال أبو حاتم رضي الله عنه: ما استجلبت البغضاء بمثل التكبر ولا اكتسبت المحبة بمثل التواضع ومن استطال على الإخوان فلا يثقن منهم بالصفاء ولا يجب لصاحب الكبر أن يطمع في حسن الثناء ولا تكاد ترى تائها إلا وضيعاً, فالعاقل إذا رأى من هو أكبر سناً منه تواضع له وقال سبقني إلى الإسلام, وإذا رأى من هو أصغر سناً تواضع له وقال سبقته بالذنوب, وإذا رأى من هو مثله عده أخاً, فكيف يحسن تكبر المرء على أخيه, ولا يجب استحقار أحداً لأن العود المنبوذ ربما انتفع به فحك الرجل به أذنه. اهـ
قلت: والجرأة على العلماء والطعن فيهم من سِيما أهل البدع قال الإِمام أَبو حاتم الحنظلي الرازي رحمه الله تعالى : (عَلامةُ أَهلِ البدَعِ الوَقيعةُ في أَهلِ الأَثَر)اهـ وكذا احتقارهم علامة الكبر وهي من سِيما أهل البدع قال المغيرة بن مقسم الضبي قال حماد بن أبي سليمان : لقيت عطاء ، وطاوساً ، ومجاهدا فصبيانكم أعلم منهم ، بل صبيان صبيانكم. قال مغيرة : هذا بغي منه قال أبو عمر بن عبد البر: « صدق مغيرة وقد كان أبو حنيفة وهو أقعد الناس بحماد يفضل عطاء عليه » وقال مغيرة : قدم علينا حماد بن أبي سليمان من مكة فأتيناه لنسلم عليه فقال لنا « احمدوا الله يا أهل الكوفة فإني لقيت عطاء وطاووسا ومجاهدا فلصبيانكم وصبيان صبيانكم أعلم منهم ».( 21)
ومن نتائج هذه الفتنة الحالقة للدين مايلي :
1- احتقار العلماء – منك ومن مقلديك – والازراء والسعي لاهدار كلامهم .
2- الغلو في شخصك الذ ي لم يوجد بعضها في الحوزات ولا الزوايا.
3- تشتت القلوب .
4-وهن أهل السنة أمام أهل البدع و الحزبيين لأن أصحاب السنة مختلفون ومنشغلون فيما بينهم
5- تسليط الأعداء
6- شماتة الحساد
7- ذهاب الحسنات
تم ولله الحمد والمنة ويليه الجزء الثاني
وكتبه /أبو عبد الله عبد الرحمن العامري وفقه الله الى طاعته
ليلة الجمعة/29/رجب من عام 1429هـ
-----------------------------------------
(1) أخرجه احمد[1/164] والترمذي [2510] وحسنه العلامة الألباني رحمه الله
(2) رواه احمد[6/444] والبخاري في الأدب المفرد [ص142] وأبو داود [4919]والترمذي[2509]وابن حبان [5092] ويصححه العلامة الألباني رحمه الله
(3)تنوير الحوا لك شرح موطأ مالك للسيوطي[1/211]
(4) تحفة الأحوذي [7/791]
(5) فيض القدير شرح الجامع الصغير لعبد الرؤوف المناوي [3/106] ط/ المكتبة التجارية الكبرى
(6) روضة العقلاء ونزهة الفضلاء[ص176]
(7) رواه ابن حبان في الروضة [ص179] و البيهقي في الشعب[7/495] وأبو نعيم في الحلية [3/70]
(8) مثل الطرد ورمي الناس بالحزبية والإفتاء بالهجر والطعن في العلماء الكبار وغيرها
(9)هناك براهين كثيرة سأذكرها في الجزء الثاني بمشية الله تعالى
(10) عندي قرائن كثيرة على هذا وهي معروفه للبيب وسأذكرها في الجزء الثاني إن شاء الله
(11) قاله شيخنا العلامة ربيع المدخلي حفظه الله .
(12) بطانة الشيخ يحيى الحجوري لا يتجردون للحق إلا من رحم الله منهم ولا يهدون له النصيحة بالكف عن الطعن في العلماء بل ينفخونه ويشجعونه على الجرأة وهو جريء وينفخونه بالأشعار التي فيها الغلو والله المستعان
(13 ) الشيخ يحيى الحجوري منذ أن تربع على كرسي شيخنا لم تتجاوز هذه الفترة سبع سنوات فأين الخبرة والتجربة كما هو حال الكبار من العلماء قال معاوية بن أبي سفيان : لا حلم إلا بالتجربة.= =وقال :يا أيها الناس تعلموا إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه) . إسناده حسن .وجاء عن ابن مسعود وأبي الدرداء .
(14)كم حاول العلماء تهدئة وإخماد الفتنة ولكن أبى الرجل إلا بغياً وعناداً بل زادها ناراً واشتعالاً فالله المستعان
(15) قلت: وقد أكثر الشيخ يحيى الحجوري من السب واللعن والفحش وكما قال شيخنا العلامة عبيد الجابري حفظه الله :إنه فاحش القول سليط اللسان فلزقت هذه الصفة به لأنه لم يفتري عليه بل قال الحق. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ومن أكثر من شيء عرف به. [رواه ابن حبان في الروضة (ص80)] ولم تنزه كرسي الإمام الوادعي من البذاءة والفحش وبعد أن كان منبر علم صار يلقى منه هذه السفاسف والسفه والأشعار التي عجز عنها الصوفية. والرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول( إن الله عز وجل يحب معالي الأمور ويكره سَفْسافَها) رواه الحاكم[1/112] عن طلحة بن عبد الله بن كريز الخزاعي والطبراني في الكبير [3/2894] عن حسين بن علي والأوسط [3/210] عن سهل بن سعد الساعدي وكذا رواه في الأوسط[7/78] عن جابر. والحديث يصححه العلامة الألباني رحمه الله .
( 16) وقال وهو يحكي خوضه في هذه الفتنة وهي عادته (نحن نتقدم نحن نهجم ما ندافع نحن أصحاب هجوم ما نحن أصحاب دفاع) وقال: (نحن نحب المصادمة والمصارعة مع هولاء الخفافيش) قلت: ما رأيك الآن بالمصارعة مع الأسُود وقد أرداك العلامة الوصابي والشيخ العلامة الجابري صريعاً بالأدلة والبراهين فتب إلى الله قبل أن تلفظ أنفاسك مع إمام الجرح والتعديل في المصارعة الأخيرة ؟ ياشيخ يحيى القضية ماهي قضية مصارعة القضية قضية علمية وعظيمة وهي إثبات حزبية عبد الرحمن وأتباعه. أنت لو قلت هذا رأيي فيه وليحكم العلماء أو يصلحوا ـ إن كان الأمر يحتاج إلى صلح ـ لكان حسن وخُلُق رفيع لكنك تنصب نفسك وكأنك الشيخ مقبل رحمه الله وأنت تعرف أدب الشيخ مع مشائخه وطلابه وصبره على المخالف .وبدل أن تثني على العلماء قمت تصادمهم لعدم صبرك ولعدم أهليتك لحل المشاكل. الأمر الثاني: غفلت وتغافلت أن الله سينصر الحق سواءً كان معك أوعليك وغفلت أو تغافلت عن ظلم الناس والبغي عليهم بغير حق. الأمر الثالث: المفروض ان تحث على إنشاء مراكز للمستفيدين وأنت تعرف قوة الشيخ عبد الرحمن في العلم أو قد نسيت أن الإمام الوادعي كان يحيل عليه في الفتوى ويستشيره وأمام الملا. المهم يا شيخ يحيى أنت مخطىء أقولها نصيحة لك وشفقة عليك وإن كنت لا تحب سماعها من أحد كائناً من كان لكن بيننا الأيام والله أسأل أن يرجعك إلى رشدك.
(17 ) روضة العقلاء ونزهة الفضلاء[ص 79]
(18) العالم قد يخطىء لأنه بشر فإذا أخطأ وجب عليه التوبة وقد وجد الإخوان على الشيخ يحيى أخطاءً في كتبه وأشرطته فكان الواجب عليه في الخطأ الذي قاله (معتقداً صحته) بعد توضيح العلماء له أنه خطأ أن يقول أنا متراجع عن خطئي كما حصل سابقا في مسألة (المماسة) ويزداد عند أهل السنة رفعة ولله الحمد وإذا كان الخطأ (سبق لسان) فليبين ذلك وليقل الصواب وتنتهي الأمور ومن تواضع لله رفعه الله لكن نفاجئ أن الشيخ يحيى ينكر انه قال ذلك ثم يُسمعونه صوته فيبدأ بالجدال والسباب فلو أن الشيخ قال: في أي مكان قلته؟ فإذا تأكد أنه قاله يقول هذا خطأ وأنا استغفر الله وتنتهي الأمور لكن قد قال عن نفسه (أنه ما تكلم بكلمة يعتقد أنها باطل ويعتقد أنها في نصرة السنة) وقال (ما خذلني ربي يوماً من الدهر بحمد الله عزوجل في قضية أقوم بها ) قلت : هذا غلو في النفس يا شيخ فكيف تفعل في قذفك لنساء مدينة عدن وكيف تقول في بعض إخوانك إنهم مخانيث ولوطه وكذا تقول في إخوانك إنهم حزبيون من غير دليل وتقول في الشيخ عبيد إنه سبت هذه الحزبية وغيرها من الأخطاء العقدية والفقهية والحديثية واللفظية وبذاءة اللسان فقولك (إنك ما تتكلم بكلمة تعتقد أنها باطل وتعتقد أنها في نصرة السنة) قول باطل ودعوى ينفح منها الغلو. وأما قولك (ما خذلني ربي يوماً من الدهر بحمد الله عزوجل في قضية أقوم بها ) الذي نعرفه أن هناك قضيتان وقعتا بعد موت الشيخ رحمه الله الأولى: فتنة أبي الحسن وهذه انبرى لها العلامة ربيع بن هادي حفظه الله أما أنت فأين ردودك العلمية عليه ؟ أبرزها صحيح إنك تكلمت لكن ما هو بالذي تصوره للناس فلا تتشبع بما لم تعط. القضية الثانية :فتنة البكري وهذه كبرتها فوق مستواها يا شيخ وقد شابهته الآن بل فقته في الغلو والكذب والطعن في العلماء !!!
( 19) والتواضع تواضعان أحدهما محمود والآخر مذموم فالتواضع المحمود: ترك التطاول على عباد الله والإزراء بهم قال ابن حبان البستي رضي الله عنه: لا يمتنع من التواضع أحد والتواضع يكسب السلامة ويورث الألفة ويرفع الحقد ويذهب الصد وثمرة التواضع المحبة. اهـ والتواضع المذموم: هو تواضع المرء لذي الدنيا رغبة في دنياه. والعجب كل العجب أني أعرف رجلاً من أذناب الشيخ يحيى الحجوري عنيفاً على إخوانه أيما عنف يسلم عليه بعض الاخوان ولا يرد عليهم السلام وتجده يتواضع ويتمسح عند ذلك التاجر !!! من اجل المال !! فأين الإنصاف ؟؟
(20) [روضة العقلاء (ص45) ]
(21) قلت: فانظر هذا البغي وانظر بغي الحجوري وتنقصه لفتاوى اللجنة الدائمة! وكذا تنقصه وطعنه في العلامة عبيد الجابري وغيره من علماء المملكة! وتنقصه شيخه العلامة الوصابي وقال إنه هزيل في العلم في كتاباته ومحاضراته ودعوته وقال: إن في دماج اناس مؤلفون ومحققوون اعلم منه وربي!!! وكذا قال في مركز معبر بأنه بالوعة للحزبيين والشيخ البرعي لايصلح للفتوى والشيخ الذماري قاص والشيخ عبد الرحمن رئيس عصابة وحزبي خبيث وأخوه الشيخ عبد الله متسول وحزبي خبيث والشيخ السالمي لايعرف الفتن عند إقبالها ولا عند إدبارها والشيخ سالم با محرز شبه عامي و...و...و... إلى أين يايحيى تتطاول على نجوم السماء بلسانك العوجاء في فتنتك الهوجاء فأشبهت حماداً والزمخشري وغيرهما من أهل البدع في البغي والتحقير والإعتداء على العلماء فهجرهم العلماء لبدعتهم وكبرهم وتنكرهم لأهل السنة ولعلمائها . قال أبو حذيفة : حدثنا الثوري ، قال : كان الأعمش يلقى حمادا حين تكلم فى الإرجاء ، فلم يكن يسلم عليه و قال شعبة : كنت مع زبيد ، فمررنا بحماد ، فقال : تنح عن هذا ، فإنه قد أحدث و قال مالك بن أنس : كان الناس عندنا هم أهل العراق ، حتى وثب إنسان يقال له : حماد ،= =فاعترض هذا الدين ، فقال فيه برأيه . اهـ وأنا أقول: كان الناس عندنا هم أهل دماج حتى وثب على كرسي شيخنا إنسان يقال له :يحيى فشق الصف وقال برأيه. والحامل له الحسد لشيخه عبد الرحمن !!
فتب إلى الله يايحيى من شطحاتك فإنك أنشأت خلافاً من لاشيء فقط مجرد أن الشيخ عبد الرحمن يريد أن ينشىء مركزاً وقد سمعتُ وسمعتَ وسمع الكثير شيخنا مقبلاً رحمه الله وهو يقول :إن شاء الله تفتح مركزاً في عدن يا أخانا عبد الرحمن واكتب لك إلى أهل الخير. وأنت تدرك تمكّن العدني من العلم والحلم والأدب والتواضع والصبر وكل من عاشر عبد الرحمن يعرف هذا ولكنه الحسد يايحيى !!بل عندي علم أنك من طلبته وكنت تحضر درسه في الفقه بل أتذكر يا حجوري حين أفتيت فلانا بكذا وأخطأت وكنت يومها شيخ الدار ثم راجعك فيها الشيخ عبدالرحمن؟ وعندنا الإثبات على ذلك. تواضع يايحيى واعرف قدر العلم والأُخوّة حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه *** فالقومُ أنداد له وخصومُ
كضرائر الحسناء قلن لوجهها *** حسداً وبغياً: إنه لدميم
والحمد لله فقد عرف الناس صبر الشيخ عبد الرحمن وتجلده وحلمه ولقد صدق الشاعر محمد بن نصر المديني إذ يقول:
لحبيب بن أوس
وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسـان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يعرف طيب عرف العود
لولا التخوف للعواقب لم تزل ... للحاسد النعمى على المحسود
اضغط هنا لتنزيل المقال بصيغة pdf
منقول من منتديات الوحيين السلفية