أهلاً وسهلاً و مرحباً بزوار المدونة السلفية القحطانية :: و نسأل الله أن ينفعنا و إياكم بما يُنشر في هذه المدونة من العلم النافع المستمد من الكتاب و السنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، في أسفل هذه الصورة تجدون جديد المدونة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، في أسفل هذه الصورة تجدون جديد المدونة
صفحة الإعلانات الدعوية : سنوافيكم بما يستجد - بإذن الله -

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

:: نصيحتي لطلبة العلم :: لسماحة الإمام العلامة الحبر المحدث المجدد الفهامة أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله -

 
نصيحتي لطلبة العلم


بسم الله الرحمن الرحيم

أنصح إخواني في الله طلبة العلم بأمور مختصرة لا يتسع المقام لبسطها, إذ قد ألفت المؤلفات في فضل العلم وأهله, فأنصحهم بـ:


1-الإخلاص لله :

قال الله سبحانه وتعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) .[البينة: 5].
وفي الصحيحين : عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إنَّما الأعمال بالنيَّات، وإنَّما لكلِّ امرئ ما نوى، فمَن كانت هجرتُه إلى الله ورسوله فهجرتُه إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يُصيبها, أو امرأة ينكحها, فهجرته إلى ما هاجر إليه),
فلا يطلب العلم لشهادة, ولا لآرابٍ أخر.

2-الصبر على تحصيل العلم ومذاكرته ورعايته وصيانته وتبليغه :
قال الله سبحانه وتعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا) [السجدة: 24],
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: (الصبر ضياء).
وقال يحيى بن أبي كثير لولده: لا يستطاع العلم براحة الجسم .
وقال عبدالله بن عمر: قل لطالب العلم يتخذ نعلين من حديد (1).

3-تقوى الله :
قال الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا)[الأنفال: 29].
وقال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ)[الحديد: 28].
وقال سبحانه وتعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ)[البقرة: 282].

4 –الإستمرار والمداومة على طلب العلم :
وقد كان أحب العمل إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :أدومه .
ورب طالب يتوقد ذكاءً ولكنه ينقطع عن طلب العلم, أو يسأم, فلا يفلح فيه, وأبوهريرة رضي الله عنه يقول: لقد كنت امرأً مسكيناً ألزم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على ملء بطني . فصار أبوهريرة حافظ الصحابة, رضى الله عنهم وسفيان بن عيينة لازم عمرو بن دينار نحو عشرين سنة فصار أثبت الناس فيه, ومحمد بن جعفر (غندر) لازم شعبة عشرين سنة فصار كتابه هو الحكم في حديث شعبة .ويكون ذلك مع محبة العلم والرغبة فيه, ولقد أحسن من قال:

سهري لتنقيح العلوم ألذ لي *** من وصل غانية وطول عناقِ
وتمايلي طرباً لحل عويصة *** أحلى وأشهى من مدامة ساقي
وصرير أقلامي على أوراقها *** أحلى من الدوكاة والعشاقِ
وألذ من نقر الفتاة لدفها *** نقري لألقي الرمل عن أوراقي
أأبيت سهران الدجى وتبيته*** نوماً وتبغي بعد ذاك لحاقي

وشعبة بن الحجاج رحمه الله يقول في حديثٍ: لوصح لي لكان أحب إليّ من أهلي ومالي وولدي والناس أجمعين, وتكون أيضاً بعيدا ًعن المشاكل والشواغل التي تشغلك عن طلب العلم .
هذا وإني أنصحك أيها الطالب! بالإهتمام بكتب علمائنا المتقدمين مثل: الأمهات الست ومسند الإمام أحمد وغيرها من كتب علمائنا رحمهم الله. وليس معناه ألا تستفيد من كتب أهل السنة المتأخرين .
وهكذا أنصحك بالتخصص بعد أن تلم بما تحتاج إليه من العلوم الدينية, والتخصص له أصل؛ ففي الصحيحين: عن حذيفة رضي الله عنه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الخير, وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني .فذكر الحديث, وأقرّه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على ذلك .
وتحرص على الإزدياد من العلم كل يوم, ففي الصحيحين عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل, وآناء النهار, ورجل آتاه الله هذا الكتاب فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار).
بل الله عز وجل يقول في كتابه الكريم لنبييه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)[طه: 114].
ويحرص على الإنتفاع بما علم, فقد قال الله سبحانه وتعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً)[الجمعة: 5], وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من علم لا ينفع .

5-أنصحك بالتواضع لله وترك التكبُّر:
قال الله سبحانه وتعالى: (سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ)[الأعراف: 146], وعن مجاهد رحمه الله أنه قال: لا ينال العلم مستحٍ ولا متكبِّر.

6-شكر العلماء الذين استفدت منهم, والدعاء لهم, والترحُّم عليهم:
فقد روى أبوداود في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس).

7-البعد عن أهل البدع وكتبهم وعلماء السوء وكتبهم:
لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ)[لقمان: 15].
والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: (أخوف ما أخاف على أمتي: منافق عليم اللسان ).
بل الله عز وجل يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)[التوبة: 34].


8-الحرص على مجالسة الصالحين وأهل الفضل:
قال الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)[الكهف: 28].
وقال سبحانه وتعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا)[الفرقان: 27-29].


وفي الصحيحين: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (مثل الجليس الصالح وجليس السوء, كحامل المسك ونافخ الكير, فحامل المسك إما أن يحذيك, وإما أن تبتاع منه, وإما أن تجد منه ريحاً طيبة, ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك, وإما أن تجد منه ريحاً منتنة).

فعلى هذا فأنصحك بالبعد عن هذه الحزبيات المبتدعة, وعن هذه الجماعات المبتدعة: كجماعة الإخوان المسلمين, وجماعة التبليغ, وجماعة الجهاد الجاهلة الحمقاء, وعليك أن تحرص على مجالسة أهل العلم من أهل السنة ومشاورتهم فيما يحدث, وإياك وساوس الحزبيين فإنها أشبه بوساوس الشيطان: (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا)[النساء: 120].


ولا إله إلا الله, كم من شاب صالحٍ حافظ للقرآن مبرَّز في علم السنة, أفسده الحزبيون بأمانيهم الكاذبة, وسَيُسْألون أمام الله عز وجل عن هذا التضليل, وحسبنا الله ونعم الوكيل .

9-المحافظة على الوقت والصحة:
فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ).

10-الإهتمام باللغة العربية:
فتأخذ من اللغة العربية مايستقيم به لسانك وما تعرف به إرتباط المعاني .

11-الرحلة في طلب العلم:
ولها أصل أصيل, وقد رحل نبي الله موسى عليه السلام من أجل مسألة من نافلة العلم, والغربة تساعدك على الفراغ لتحصيل العلم .

12-الإبتعاد عن التقليد:
قال الله سبحانه وتعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ)[الإسراء: 36].

13-البعد عن الجدل:
فقد روى الترمذي في جامعه, عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (ماضل قوم بعد هدًى كانوا عليه, إلا أوتوا الجدل), ثم قرأ: (مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ)[الزخرف: 58].
ولا تتعصب لرأيك في اختلاف الأفهام, ولا في اختلاف التنوع, حتى لا تدعوا الناس إلى تقليدك وأنت تشعر, أو لا تشعر .

14 –التثبت في الفتوى:
قال الله سبحانه وتعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ)[النحل:116].

هذا ,ولا تكفي هذه العجالة لنصيحة طالب العلم؛ فأنصحه بالرجوع إلى (جامع بيان العلم وفضله) لإبن عبدالبر, وكتاب (العلم )لإبي خيثمة زهير بن حرب, وكتاب (العلم ) من صحيح البخاري, ومن صحيح مسلم, وغيرها من دواوين الإسلام .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .


أخوكم أبوعبد الرحمن/مقبل بن هادي الوادعي .

المرجع : (غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة ) (1 / 7 ط الحرمين)

منقول
ولكني راجعته على الأصل
 
(1) قال الشيخ في حاشية المقترح : " ثم ظهر لي أنه ضعيف ".  
 
المصدر : شبكة سحاب السلفية 
 
جميع الحقوق محفوظة لـ © المدونة السلفية القحطانية