أهلاً وسهلاً و مرحباً بزوار المدونة السلفية القحطانية :: و نسأل الله أن ينفعنا و إياكم بما يُنشر في هذه المدونة من العلم النافع المستمد من الكتاب و السنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، في أسفل هذه الصورة تجدون جديد المدونة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، في أسفل هذه الصورة تجدون جديد المدونة
صفحة الإعلانات الدعوية : سنوافيكم بما يستجد - بإذن الله -

الأحد، 17 أبريل 2011

من دار الحديث بالفيوش ( نصيحة لطلاب العلم السلفيين بعدم قبول المساعدات والأموال من الحزبيين ) لشيخنا الفقيه المحدث عبد الرحمن بن مرعي العدني - حفظه الله -





كلمة منهجية لشيخنا الفاضل الفقيه المحدث

أبي عبد لله
عبد الرحمن بن مرعي العدني
حفظه الله

بدار الحديث بالفيوش

وهي عبارة عن إجابة على سؤال أحد طلاب الدار
ورد عليه في درسه ( شرح صحيح الإمام مسلم )
يوم الأحد 2 صفر لعام 1431 هـ .

وهي بعنوان

نصيحة لطلاب العلم السلفيين بعدم قبول المساعدات والأموال من الحزبيين


وهــذا تــفريــغ المــادة الصوتيــة


بسم الله الرحمن الرحيم


السؤال :

هل يجوز أخذ المساعدة من الحزبيين ، المساعدة مواصلة في طلب العلم وهل هناك شروط في إباحة أخذها ؟

الجواب :

هذا السؤال تقدم الجواب عنه في دروسٍ ماضية وإن كانت قديمة لكن نُعِيد نُكَرَّر نصيحة للإخوة جميعاً ولنا أنَّنَا لا نأخذ شيئاً من الحزبيين ولا نتعامل معهم وإن امتلكوا الجمعيات الضخمة والموارد والأموال الطائلة فكما هو معلوم أنَّ الإنسان بشر إذا مد يده لأخذ مساعدة من هؤلاء الحزبيين فلو لم يكن من المفاسد إلاَّ أنَّه يضعف في الإنكار عليهم
قد لا يكون حزبياً ، يبقى على سنيته وعلى الخير الذي هو فيه لكن يضعف فإنَّ الإحسان يقصم الظهور وما أحسن قول القائل :
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم *** فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ
فأنت حينما تأخذ المساعدة تلو المساعدة وتُرَتِّب وضعك المعيشي على مجيء هذه المساعدة في أول الأمر يعتبرها نافلة من النوافل
ومعتمد على راتب أو على وظيفة أو على عمل لكن إذا انتظمت هذه المساعدة فإنَّه ينتظم معها ويُرَتِّب معيشته عليها فيتعلق قلبه بها وينظر إليهم نظرة المحسنين إليه ويضعف في الإنكار عليهم.
وذكرنا لإخواننا إنَّ إخواننا في أندونيسيا حينما ذهبت زيارة أخبرونا عن بعض إخواننا الذين تغيروا وكان سبب تغيرهم _ وهم كانوا قديماً من طلاب دماج من طلاب شيخنا الوادعي رحمه الله _ أنَّ من أسباب تغيرهم أنهم قبلوا المساعدة من جمعية إحياء الثرات الكويتية .
وهذه الجمعية بدأت في المساعدة لهم بغير قيدٍ ولا شرط قالت :
( أنتم في بلد بحاجة إلى مال ودعم تبنون المساجد وتدعون إلى الله وتحاربون التنصير وتحاربون التصوف وتحاربون المعاصي )
فالإخوة أخذوا المساعدات وبنوا المساجد ونظموا أمورهم على هذا .
مع الأيام تغيرت مواقفهم وصاروا يميلون إلى التساهل وضعف إنكارهم على هذه الجمعيات الحزبية.
وهذا لأنهم أحسنوا إليهم ، تعرف يعني يأتي يقول : ( إيش حاجة هذا المسجد ؟ تريدون بناء مركز نبني لكم مركز ونسلمه لكم )
ثُمَّ يعطون للإمام راتباً شهرياً ثُمَّ تأتي الملابس ، تأتي وجبات الإفطار ، وتأتي رحلات العمرة والحج ، وتأتي وتأتي ، وما تشعر بصاحبنا إلاَّ وقد عُطِّفَ دخَّلوه فين ؟ !! في الكيس عند البيت .
تَعَطَّفَ صاحبنا عمره وملابس من رأسه إلى قدميه من الجمعيات .
هل تظنون بعد هذا أنَّه ينشط في الإنكار عليهم ؟!!
في مفاسد يا أخي هؤلاء يدرسون أمورهم دراسة مثقنة كي يوصلون فكرتهم إلى هؤلاء الذين يعتقدون أنهم غلاة !! فيدربونهم تدريباً .
فنصيحة لنا جميعاً إخواني في الله أن نستغني عن أخذ المساعدة من هؤلاء ، والحمد لله الدعوة سائرة ونحن والله إخواني في الله في زمن يُعتَبر من العصور الذهبية في إعانة طلب العلم والدعوة إلى الله ، يعني في هذا العصر نشهد مجموعة من العلماء أدركوا حاجة الدعوة إلى الله من التعاون على الخير فيعني شاع بين أهل الخير حاجة الدعوة وطلاب العلم إلى المساعدة ... في هذا العصر يعني دعموا الدعوة وطلاب العلم أكثر من عصورٍ مضت ، قد تكون جاءت عصور أكثر أحسن حالاً من هذا العصر في القرون الماضية لكن في هذه القرون المتأخرة يعني الدعم وإلتفات أهل الخير إلى بناء المساجد وإلى دعم حلقات القرآن وإلى دعم طلاب العلم والدعاة إلى الله خصوصاً بشكل ما كان معروفاً من قبل .
إذا قرأت في تراجم بعض العلماء كانوا يقبلون المساعدة ممن يأتيهم بل بعضهم كان يُعَرِّض بطلب المساعدة بل بعضهم كان يأتي أبواب السلاطين بل بعضهم ذكروا أموراً غريبة في شأن النفقة وكذا ، ليس من باب أنهم يتورعون لكن من باب كم يكتب الله سبحانه وتعالى .
الآن أصغر طالب علم إذا قام بولده يجد بفضل الله سبحانه وتعالى بدون استشراف ولا طلب من يعينه على مواصلة الطلب والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى .
فالشاهد أنَّكَ ما تأخذه من طريق السنة وما يأتيك من طريق الثبات على دينك وعلى دعوتك أنَّه يكون أبرك وأعظم مما يأتي عن طريق المواصلة مع هذه الجمعيات الحزبية لكن يأتي الخلل من ضعف الإيمان ... الرجل يتطلع يريد مساعدة من أي جهة كانت ما يصدق أنَّ واحد يضرب كتفه ويقول :
( سأدعمك ) يعتبر أنَّ هذا رزق ساقه الله إليه فلا يرد .

والحزبيون الظاهر أنهم يطمعون ، ممكن يعطي للسني أكثر مما يعطون لصاحبهم ، فهم يطمعون في السني .
الغالب السني له دعوة وله ثبات وله أُناسٍ يثقون فيه ، ما أسهل عرض هؤلاء الحزبيين للمساعدات على أهل السنة .
....... أيها الإخوة ذهبنا رحلة علاجية ضمن مجموعة في مطار قطر
وإذا بشاب في استراحة المطار يسأل من أين أنتم من اليمن من طلاب الشيخ ؟ وإذا يضرب صدره ( أي مساعدة أي خدمة هذا تلفوني هذا جوالي ) كنت أنا مستلقي على ظهري أريد أن أنام وإذا إخواني الذين معي ما شعروا أنا شعرت من خلال كلامه يسألونه ويقول : ( أين الزنداني كيف حال الزنداني ؟ ) وكذا فبعدها يعني عرض عليهم عروض وكأنَّ الذي يتكلم معه ضعف وأخذ رقم التلفون ....
فالشاهد تستغرب من العرض السخي ( أي حاجة أي شيء أي كذا هذا رقمي واتصل ) حِيَل ، فبعدما انصرف قمت أنا وقلت :
( يا إخوان ما شعرتم من كلامه أنه ليس معنا على الدعوة ؟ يسأل عن الزنداني وكذا )
فالشاهد أنه يغري من يتكلم معه يقول : ( قد دعمنا أُناساً كثيرين الذي سفرناه إلى كذا والذي أعطيناه والذي ... )
فما أسهل وما أرخص الدعم الذي يأتي منهم ، فما وقع في نفسي أنَّ هذا المجلس بحضور مجموعة من الإخوة كيف لو انفردوا بشخصٍ سني لا شكَّ أنَّ لعابه إيش ؟ يسيل ينظر يمين ويسار ما في حد بجواره يقول:
( هذا رقمي ) وفعلاً أحياناً يحتاج إلى شيء فيتعامس كما يقولون يتعامس ويغض الطرف فتأتيه المساعدات وهم يزحلقونه زحلقة فعلى الأخ السني أن يحَذَر مما يأتيه من هؤلاء والله المستعان .
جميع الحقوق محفوظة لـ © المدونة السلفية القحطانية