تفريغ كلمة العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي - حفظه الله - التي ألقاها بدار الحديث بالفيوش بتاريخ 10 ذي القعدة 1429 هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة الشيخ الوالد العلامة
 أبي إبراهيم محمد بن عبد الوهاب الوصابي
حفظه الله
في مركز السنة بالفيوش

يوم السبت 10 ذي القعدة 1429هـ

فهذا تفريغ كامل لكلمة شيخنا الوالد علامة اليمن أبي إبراهيم محمد بن عبد الوهاب الوصابي - حفظه الله - في مركز السنة بالفيوش وقبله كانت مقدمة لشيخنا الصابر المحتسب أبي عبد الله عبد الرحمن بن مرعي العدني منزلاً الحضرمي نسباً - حفظه الله -

 مقدمة شيخنا الحليم الصبور

أبي عبد الله 

عبد الرحمن بن عمر بن مرعي العدني

حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً .
أما بعد ،،
فنحمد الله عز وجل الذي يسر على الجميع هذه الزيارة المباركة هذه الزيارة التي نفحت قلوب إخوانكم من أهل السنة في هذه المنطقة زيارة العلماء وزيارة المشايخ وزيارة هؤلاء الأفاضل من إخوانكم حفظهم الله الشيخ الوالد العلامة محمد بن عبد ا لوهاب الوصابي - حفظه الله - وأيضا أخونا فضيلة الشيخ عبد العزيز البرعي - حفظه الله - وغيرهم من من جاء معهم من الإخوة المرافقين الفضلاء من المشايخ وغيرهم نحمد الله عز وجل على هذا اللقاء الذي نسأل الله أن يجعله مباركاً في هذه المنطقة منطقة الفيوش في هذا المسجد الذي نسأل الله عز وجل أن يبارك فيه مسجد السنة بالفيوش نشكر الجميع ونسأل الله - عز وجل - أن يجزي الجميع خيراً
والآن إن شاء الله تعالى إلى كلمة شيخنا العلامة محمد بن عبد ا لوهاب الوصابي ونظراً لضيق الوقت كان التقديم مُقتضباً نسأل الله عز وجل أن يلهم الجميع رشده وأن يجعل الحق على قلوبنا وألسنتنا فليتقدم الشيخ مأجوراً مشكوراً

كلمة العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي
 حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً
أما بعد
فالحمد لله الذي يسر لنا اللقاء بإخواننا من أهل السنة والجماعة ومن طلاب العلم في هذا المسجد المبارك مسجد الفيوش ونسأل الله عز وجل أن يجعل اجتماعنا هذا اجتماعا مرحوما وأن يجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما إخواني في الله عليكم أن تحمدوا الله سبحانه وتعالى الذي يسر لكم بمراكز أهل السنة والجماعة في اليمن سواءً كان هذا المركز أو مركز دماج أو معبر أو مفرق حبيش أو غير ذلك من المراكزالعلمية المفيدة النافعة التي يعلم فيها كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله .
وعلم الآلة العلوم التي تعين على فهم كتاب الله وعلى فهم سنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وكما تعلمون أن النعم تحتاج إلى شكر وأن شكر الله على نعمه واجب وأن الذي لا يشكر الله على نعمه يخشى عليه من العذاب الشديد كما قال الله تعالى : ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) ومما لاشك فيه أن أهل السنة والجماعة كثروا فهم يحتاجون إلى فتح مراكز حتى يتسنى لهم طلب العلم وتكون ميسرة فالحمد لله المركز الأول كان لوالدنا وشيخنا الشيخ مقبل رحمة الله عليه في دماج ثم تفرعت مراكز في حياة الشيخ رحمه الله ثم أيضا فتحت مراكز من بعد موته رحمة الله عليه وهو الذي سن هذه السنة الحسنة فنسأل الله أن يأجره على المراكز التي فتحت في زمنه وعلى المراكز أيضاً التي فتحت بعد موته فإنه سن هذه السنة الحسنة سنة نشر العلم وتعليم العلم وبالذات علم الحديث وعلم العقيدة وعلم التفسير وعلم الفقه فكان رحمة الله عليه يدرس علم الحديث بنفسه ويدرس علم النحو بنفسه ويدرس علم المصطلح والعلل والعقيدة والتفسير بنفسه بل كان أيضا يشرف على تعليم الإملاء بنفسه فكان يحب من أهل السنة أن يكونوا مبرزين في كل العلوم كان بعد تفسير ابن كثير بعد صلاة الظهر يعلم الإملاء يأمر الطلاب أن يكتبوا وهو يملي عليهم ثم كان يصحح لهم لا يحب لهم الخطأ حتى فيما يكتبون في القواعد وفي الخط وكان يشجع على الخط ويدرس الإملاء بنفسه والنحو بنفسه فإن شاء الله أن هذه المراكز تنطلق كما كانت في عهد الوالد وفي عهد العالم المربي الشيخ مقبل رحمة الله عليه تنطلق في ربوع اليمن في المدن وفي القرى وهذه الدعوة كما عرفتموها دعوة مباركة دعوة رسول الله عليه الصلاة والسلام تدعو إلى الكتاب والسنة وتدعو إلى صحة العقيدة وتدعو إلى العلم والفقه وتدعو إلى صفاء القلوب وسلامة القلوب وإلى التآلف والتراحم والتعاطف فيما بين المسلمين والرفق كما تعلمون وتحذر من البدع والحزبيات لأنها فرقت شمل المسلمين وتحذر من جميع المخالفات تحذر من أصحاب التفجيرات وأصحاب الانقلابات فهي دعوة مباركة دعوة أنتفع بها الرجال والنساء من فضل الله فكم من النساء تفقهن وتعلمن وحفظن كتاب الله وتعلمن الحديث دعوة مباركة ومما لاشك فيه أن المركز الواحد لا يتسع للجميع لإتساع اليمن ولكثرة الناس ولكثرة المقبلين على الخير وعلى العلم من الرجال ومن النساء والرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا) ويقول أيضا :( تطاوعا ولا تختلفا ) فالناس بحاجة إلى هذه المراكز وكم شاهدنا من خير عظيم كلما مررنا في القرى والمدن وفي الجبال والأودية والشعاب نجد الآثار الطيبة الآثارالمباركة الملموسة لدعوة أهل السنة والجماعة من الرجال والنساء فما علينا إلا أن نحمد الله ونشكره على ذلك وأن نتآلف فيما بيننا وأن نبتعد عن كل أسباب الخلاف وعلى طلاب العلم وفقهم الله أن يبتعدوا عن أسباب الخلاف وعن إثارة الخلاف وأن يقبلوا على طلب العلم وأي مسألة من هذه المسائل الكبار فإنَّ مرجعها إلى أهل العلم جزاهم الله خيراً كما قال الله عز وجل :( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً ) فأقبلوا وفقكم الله على طلب العلم واستفيدوا وجدوا واجتهدوا ولا تخوضوا في مسائل الفتن لا من قريب ولا من بعيد اقبلوا على طلب العلم واتركوا القيل والقال وهذه المسائل كما قلنا لها العلماء والمشايخ والآباء جزاهم الله خيراً فهم يهمهم أمركم وأمر الدعوة وأمر السنة وهم قائمون والحمد لله بالدعوة والنصح وبإصلاح ذات البين ونحمد الله إذ فرحون جداً حين نرى من مراكز لأهل السنة تفتح في القرى وفي المدن ونرى انتشار الخير ونرى أيضاً محبة الناس لدعوة أهل السنة هذا من فضل الله علينا محبة الناس لدعوة أهل السنة وحتى الدولة وفقها الله عرفوا دعوة أهل السنة وأنها دعوة كريمة دعوة محترمة دعوة شريفة دعوة مباركة ليس وراءها فتن ولا مشاكل إنما هي دعوة خير وبركة دعوة رسول الله عليه الصلاة والسلام فنجد الاحترام والتقدير لدعوة أهل السنة من الدولة وفقهم الله عز وجل وأيضاً من عامة الناس فهم يحبون هذه الدعوة المباركة لأن ليس فيها مهاترات وليس فيها مشاكل فيها قال الله وقال الرسول عليه الصلاة والسلام وفيها التحذير من البدع برفق والتحذير من المعاصي برفق والتحذير من التحزبات برفق كما قال الإمام الثوري رحمة الله عليه قال :(لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا عالم بما يأمر عالم بما ينهى رحيم بما يأمر رحيم بما ينهى عدل فيما يأمر عدل فيما ينهى ) الرحمة والرفق والعدل الذي هو الإنصاف والعلم بحكم المسألة المسألة التي يأمر بها أو ينهى عنها يكون قد علم حكم الله فيها فالحمد لله أهل السنة على هذا من فضل الله دعوة مباركة دعوة كريمة جزاكم الله خيراً أنتفع الناس بخطب أهل السنة وبمحاضراتهم وبدروسهم وبأشرطتهم وبمؤلفاتهم وبتحقيقاتهم انتفعوا بها ولا يزالون ينتفعون من فضل الله في حياة شيخنا ووالدنا الشيخ المبارك الشيخ مقبل رحمة الله عليه ومن بعد موته كذلك من فضل الله وليس في اليمن فحسب بل في كل الأرض من فضل الله في كل الدنيا والناس يستفيدون من هذا الخير العظيم فلهذا نقول يا عباد الله أنتم في خير فاحمدوا الله على هذه النعمة وتآلفوا ما استطعتم ولا يرفع بعضكم صوته على أخيه وإنما كما قال الله في وصف المؤمنين :( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ) فعلينا أن نكون كذلك وكما قال الله :( واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) وحتى لو أخطأ عليك أخوك ألست تحب الأجر والثواب من الله فاصبر واكظم غيظك وأحسن إليه كما قال الله:( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) وفقني الله وإياكم لِمَا يحب ويرضى
ونحب أيضاً أن نسمع كلمة للشيخ الكريم الشيخ الفاضل أبي ذر جزاه الله خيراً ولو خمس دقائق ولو حتى خمس دقائق

خلاص هو يقول مرهق بعد السفر .

المهم جزاكم الله خيراً نتواصى بهذا الخير نتواصى بتقوى الله عز وجل نتواصى بالمحافظة على هذه الدعوة وعلى طلب العلم نتواصى على هذا الخير العظيم وجزاكم الله خيرا تنصحون أيضاً أصحاب المواقع في الأنترنت بأن يحافظوا على هذه الدعوة وتعلمون أن أعداء السنة يحبون المهاترات يحبون المشاكل فدعوة أهل السنة دعوة علم إذا في ملزمة ما فيها تسمية فلان ولا تسمية فلان ولا دقدقة لفلان ولا لفلان إذا في ملزمة علم تكلم بعلم تكلم عن خير يدافع عن العقيدة بدون دقدقة لأحد دعوتنا أرفع من أن يكون فيها هذا يرد على هذا وهذا يرد على هذا دعوة قال الله وقال الرسول عليه الصلاة والسلام ولا ينشر البحث إلا بعد أن يعرض على بعض العلماء من أهل السنة فإذا رآه علم مفيد يدافع عن مسألة من مسائل العقيدة بدون ما يسمي أحداً أو مسألة في التفسير ومسألة في الفقه أو أي حكم من الأحكام الشرعية بدون أن يسمي فلان أو فلان أو فلان قال في شريطه ما يحتاج إلى هذا وإنما قال الله وقال الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وبهذا الأمر بكظم الغيظ والعفو والتسامح وبنشر الخير نشر العلم على الناس بدون مهاترات أبشروا بمحبة الناس لكم بعد حب الله عز وجل أبشروا بالخير من قرأ الملزمة ما وجد فيها إلا الخير وما فيها اسم فلان يرد على فلان وإنما قال الله كذا وقال الرسول كذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية قال ابن القيم كذا قال الشوكاني كذا كما قال الشيخ ابن باز كذا قال الألباني كذا رحمة الله عليهم جميعاً وهو يعالج موضوع معين ذكر المسألة الفلانية ولكن ما ذكر على من يرد إلا إذا كان المردود عليه من أصحاب البدع ورأى من أن المصلحة أن يذكر اسمه وأن يذكر كتابه لا بأس أما إذا كان المردود عليه من أهل السنة فاحتراماً لبعضنا البعض أنه لا يذكر اسمه ولا يذكر كتابه ولا شريطه إنما تذكر مسألة علمية فإن شاء الله أن أخواننا من أصحاب المواقع يحترمون هذه النصيحة ويسيرون على هذا وما كان عندهم من أوراق أو ملازم فيها تعيين يسحبونها يجعلونها عندهم في الأرشيف خلوها لهم خاصة وينشرون البحوث العلمية المفيدة النافعة وبهذا إذا صار البحث علمي ونافع يمكن للباحث أن يذكر اسمه الواضح ما في شيء أي نعم بدون ما يأتي باسم مجهول لأنه بحث علمي خاصة الطالب لا يفتي ولا يحكم الطالب جزاه الله خيراً يكفيه فخراً أنه وقف على هذه الأدلة الشرعية من الكتاب ومن السنة وأيضاً وقف على أقوال العلماء فنقلها بنصها مع ذكر المجلد والصفحة فنقول كثر الله خيرك ويكون أيضاً في أثناء الرد كما قال الشيخ ابن باز رحمة الله عليه في المجلد السابع من مجموع الفتاوى يكون في رده هذا لا يكون كلام قاسي وإنما يكون بالرفق قال رحمة الله عليه :( فإن الكلام إذا كان برفق أجدر بأن يقبل) أجدر بأن يقبله المنصوح وإن كان ما ذكر اسمه لكن إذا كان فيه شدة وغلظة قد لا يقبله فيكون الكلام فيه احترام لمن يرد عليه من غير أن يذكر اسمه ولا يقول قال فلان كما قلنا وإنما من قال كذا أو كذا فالصواب كذا والصحيح كذا قال الله كذا والرسول كذا عليه الصلاة والسلام قال ابن تيمية قال ابن كثير قال ابن القيم تلقم الشخص حجراً إذا كان قد أخطأ في تلك المسألة بهذه النقولات الموثقة وإذا رد عليك وعنف لأنك أنت ذكرت اسمك فاللوم عليه هوى ما هو عليك أما أنت فردك رد علمي ورد محترم ويكون اللوم على من تكلم بالكلام البذيء وبهذا ننجح في دعوتنا وفي أسلوبنا وفي طرحنا وفي دروسنا ومحاضراتنا وخطبنا إذا كنا متقين لله سبحانه ومحافظين على ألسنتنا من الكلام البذيء وما دمنا مع الأدلة ومع أقول أهل العلم أسأل الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه أن يوفقنالجميع لما يحبه ويرضاه وأن يثبتنا جميعاً على طاعته وإلى هنا وصلى الله على نبينامحمد وعلى آله وسلم وأقول أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم وإلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منقول من منتديات البيضاء العلمية بتصرف يسير

من مشاركة لأخينا الفاضل علي النعماني - حفظه الله -