بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
هذا بعض ما جادت به قريحة شيخنا الفاضل الشيخ عبيد بن عبد الله بن سليمان الجابري حفظه الله ومتعنا بعمره
حول بعض الشبهات المنهجية , وكان هذا اللقاء :
صبيحة يوم الثلاثاء 23 صفر 1433 من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم .
- التفريغ الكامل للمادة الصوتية :
- السائل : قال محمد بن عبد الله الإمام اليمني في كتابه :[ الإبانة عن كيفية التعامل مع الخلاف بين أهل السنة و الجماعة ] :
" وقد يجرح المُعتبر بعض أهل السنة فتنشب فتن الهجر و التمزيق و المضاربات , وقد ينشب القتال بين أهل السنة أنفسهم , فعند حصول شيء من هذا يُعلم أن الجرح قد أدى إلى الفتن , فالواجب إعادة النظر في طريقة التجريح والنظر في المصالح والمفاسد و فيما تدوم به الأخوة وتحفظ به الدعوة وتعالج به الأخطاء , ولا يصلح الإصرار على طريقة في الجرح ظهر فيها الضرر"
ما رأيكم في هذا الكلام !?
الشيخ : الجواب الحمد لله .
من قواعد أهل السنة , درء المفاسد المحققة والتي يتيقن أو يغلب على الظن رجحانها على المصالح .
ولهذا يقسم أهل العلم , تغيير المنكر إلى درجات , فإذا أدى تغيير المنكر إلى ما هو شر منه فإنه يترك هذا أولا .
وثانيا : الجرح من أصول أهل السنة و الجماعة , جرح من يستحق الجرح , فمن استحق الجرح جرح , وهذا هو الأصل , حتى لا يلبس هذا المجروح الذي قام الدليل على جرحه على الناس دينهم
وهذا مفاسده قليلة , وليس الأمر كما يهوله بعض الناس , نعم إذا كان المجروح إنسان كبير المنزلة في قومه , أو في بلده , ويُخشى ضرره على أهل السنة , فإنه لا يجرح , يسكت عنه وترد أخطائه ردا علميا , وإن كان ذكره يؤدي إلى مفسدة , فترد الأخطاء وهذه المسألة قد بينت ما يشبهها في الحد الفاصل وما شابهه من لقاءاتنا مع بعض طلاب العلم فل يراجعه من يشاء .
السائل : قول بعض العلماء:{ أن الجرح المفسر يقدم على التعديل, وما ذلك إلا لأن الجارح معه زيادة علم_إذا كان الجارح بريئا من التساهل في التعديل ! ومن المبالغة في الجرح }, أرجو توضيح ذلك .
الشيخ : الجرح والتعديل كما أسلفت : الجرح من أصول أهل السنة فيمن يستحق الجرح وقام الدليل , والتعديل كذلك أقول , فإن التعديل هو إعطاء من يستحق التعديل حقه , ورفع مكانته ودعوى إلى الأخذ عنه , والجرح المفسر والتعديل المجمل هذان متعارضان ولهذا قدم أهل العلم الجرح المفسر ويعنون به الجرح القائم على الدليل من إنسان ذي خبرة بأحوال الناس ومقالاتهم عنده علم وتقى وخبرة يعرف من يجرح .
فإن أهل السنة لا يجرحون أعني العلماء والأئمة لا يجرحون من يستحق التعديل لأنهم لا يعتبطون ولا يتجرؤون , فأئمة أهل السنة هم أمة الدليل على ما يستحقه الإنسان من جرح و تعديل , فالجرح المفسر قدم على التعديل المجمل لأن الجارح عنده زيادة علم . فعلى سبيل المثال : لو أن شخصا أثني عليه بأنه صاحب صلاة وصيام وكرم , هذا تعديل , ثم جاء شخص آخر وأقام الدليل على أنه سيئ الخلق وسيئ التعامل مع الناس , فهذا قوله مقدم , مادام أقام الدليل .
ومثال آخر: لو أن شخصا سأل عن رجل لتزويجه , لأنه خطب منه موليته , فأثنى عليه أشخاص بما يعرفون من صلاته وصيامه وبذله الخير, ثم جاء آخر فسأل هذا الذي سأل عن ذلك الإنسان الخاطب , فقال : أنت لماذا تسأل عنه ؟ فقال : إنه خطب مني بنتي أو أختي , فقال هذا الرجل : سيئ العشرة للنساء , فكم من امرأة طلقت منه لسوء عشرته , وهو ممن يعرفه , ومن المعروفين بالصدق والعدالة والأمانة , فإن من أراد أن يتقي الله في موليته , وجب عليه قبول هذا الجرح , فإن لم يقبله كان عاصيا لأبي القاسم صلى الله عليه وسلم في قوله :{ إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه [ وفي رواية : وأمانته ] فزوجوه إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض } .
السائل : هل التلمذة لا تكون إلا بالملازمة أو دراسة كتب معينة ؟
الشيخ : هكذا التلمذة المعروفة , في أخذ العلم عن المشايخ مشافهة وبالجلوس إليهم وثني الركب بين يديهم , نعم أما قراءة الكتب فقد يقول شخص : شيخنا فلان من باب التوقير, لكن لا تعد تلمذة , وقد تكون مجالسات لكن ليس فيها أخذ علم , قد يكون فوائد عابرة , فهذه لا تسمى تلمذة , هذه تسمى صحبة .
السائل : والمشافهة عبر الهاتف يا شيخ ؟
الشيخ : نعم ! لا بأس تؤدي الغرض إنشاء الله , المهم أن يكون الشخص الآخذ معروفا عند من يأخذ عنه , لأن الاتصال الهاتفي فيه تبادل العبارات , وأخذ وإعطاء وتعديل أخطاء وتصحيح وضبط ف هي تقوم مقام المجالسة , فهي مشافهة , لكنها عن بعد
فالمجالسة مع المشافهة لا شك أنها أفضل , لما؟ لأن التلميذ يتعلم من شيخه الأدب أيضا , كيف يجلس للعلم كيف يصبر ويتعلم منه الهدي والسمت , أما المهاتفة فليس فيها كل هذا .
السائل : قلتم شيخنا في جواب لكم : [ ...فالقاعدة التي وضعها علي الحلبي , وهي : أن يُجمع أهل العلم على تبديع إنسان أو جرحه ] هذه قاعدة لم يقل بها أحد فيما نعلم من أهل العلم والإمامة في الدين .
قال علي الحلبي تعليقا على جوابكم : كذا قال عفا الله عنه – وهو كله كلام حق , لولا أنه منسوب إلي !! فهو هكذا بيقين باطل .. وهو والله افتراء علي لم أقله , ولن أقوله – مستعيذا بالله أن أكون من الجاهلين ...
فلا يزال أهل العلم يجرحون بقول الواحد أو الاثنين من أهل العلم – قديما وحديثا بالحجة النيرة والبينة المقنعة , دون تطلب ذاك الإجماع المدعى .
والعجب أني بينت فساد وبطلان نسبة هذا القول إلي في عدد من المجالس والفتاوى واللقاءات , كما بينته – أيضا في مواضع عدة من كتابي " منهج السلف الصالح " , ما تعليقكم على هذا الكلام .
الشيخ : أولا : بادئ ذي بدء , نحن ولله الحمد على ما ورثناه عن أئمة أهل السنة والجماعة , من إقامة الدليل , على القول جرحا أو تعديلا .
وثانيا : فأنا أجيب بناءا على ما يرد علي من سؤال , إذا كان السائل معروفا لدي , بالأمانة والديانة , فهذا يكون عندي يقينا أو في غالب الظن أنه صادق , فأجيبه على نحو ما أسمع منه , سواء في ذلك ما ينقل عن الحلبي أو غيره , وهذا الجواب الذي علق عليه الحلبي : هو بعيد العهد , فلا أدري السائل من أي مصدر نقله نسيت ذلك , لكن إن كان الأمر كما قال الرجل , من أنه افتراء عليه فالعهدة على الناقل ليس علي أنا , فأنا أوغيري نجيب على نحو مما نسمع ويقال لنا ونشدد في مسائل الجرح .
السائل : قال الحلبي مدافعا عن نفسه وردا على من فهم كلامه على غير مراده : ( وهاكم نص كلامي في كتابي " منهج السلف الصالح " " قلت في بعض مجالسي : لا يُلْزم أحد بالأخذ بقول جارح إلا ببينة مقنعة , وسبب واضح , أو بإجماع علمي معتبر , ففهمها البعض ولا أدري كيف , على أصل الجرح , وأنه لابد له من إجماع , وفرق بين قوله أو قبوله , وبين الإلزام به , كبير كثير – كما لا يخفى فمن قبله مقتنعا بأدلته , فنعمّا هو, ومن لم يقبله لعدم ( قناعته = الشرعية العلمية بأدلته ) , لا يُلزم به , وإلا فكيف يُلَزم المختلفان في واحد طرفا ثالثا ؟ وما دليل كلّ في هذا الإلزام ؟ وما موقف المُلزم ؟ ثم إن الإلزام المنفي , هاهنا هو ما يترتب عليه تبديع وتجديع وتشنيع ! أما الإلزام بمعنى : الإنتصار والتأييد وجمع الأدلة لنُصرة قول ما فهذا مقبول غير مردود ... ) .
ما تعليقكم على هذا الكلام .
الشيخ : هذا الكلام فيه لفّ ونشر مشوش , فأهل السنة أبرياء فإنهم لا يقبلون إلا ببينة لا تحتمل التأويل , وإذا اختلف عالمان في أمر من الأمور نُظر في قوة دليل أي الفريقين , فأيهما أقوى دليلا قبل , وإذا تساوت الأدلة , كانت من مسائل الإجتهاد التي لا يثرب فيها أحد على آخر, والعبرة بالظاهر من الأقوال والأفعال وليس بالمراد المراد هذا في قلب الشخص , فمن قال قولا باطلا بصريح الدليل ثم قال أنا أردت كذا فقوله لا يقبل , ودفاعه هذا مردود , وهناك أن بعض الناس عنده تلاعب في العبارات وعدم ضبط , حتى يشوش على الآخرين , فتجده في صفحات متقاربة يختم ويرفع ويصدق ويكذب ويخلط ويصفي , هذا دليل على الغفلة وعدم الضبط أو على المكر والدس والاحتيال واللعب على عقول الناس لاسيما من ليس عندهم فقه .فأهل السنة بعيدون كل البعد أعني العلماء منهم عن القول بلا علم لأنهم يعلمون أن هذا من الافتراء , ومن الخيانة ومن الكذب , وليسوا بمعصومين من الخطأ ,أعني الأفراد منهم لكن لا يُجمع أهل السنة على ضلال ولله الحمد , كما قال صلى الله عليه وسلم : { إن أمتي لا تجتمع على ضلال } هذا روي من غير وجه وهو صحيح بمجموع طرقه.
السائل : قلتم شيخنا في نصيحة لكم : { أنصح أبناءنا إذا تكلم عالم صاحب سنة , معروف تعويله على الدليل فيما يحكم به , أنصحهم أن يتابعوه , حتى تجتمع كلمة أهل السنة على الحق , ورفض الباطل , وبغض البدع وأهلها .
أولا : شيخنا إذا كان عكس ما نصحتم به , إذا سكت عالم صاحب سنة معروف تعويله على الدليل فيما يحكم به فما محل النصيحة للأول أو للثاني ؟
ثانيا : هل تقصدون بمتابعة العالم صاحب السنة , الجنس أو فلان من العلماء ؟
الشيخ : كان أولا كلامي عام , والسكوت لا يدل على شيء فالعالم
يسكت إما لأنه قد قال قولا في هذه المسألة المعروضة فاكتفى بما قاله سلفا , أو أنه لم يستبن له الأمر فلا يريد أن يتكلم , لأنه محاسب على ما يقوله إذا كان بلا علم .
السائل : وإذا تكلم تعديلا ؟
الشيخ : التعديل هو العبرة بالدليل , العبرة بالدليل , لكن إذا كان هذا الذي عدله عالم من العلماء جرحه من هو مثله أو أكبر منه أو دونه بدليل , فالمعول عليه هو الدليل , فيقدم الجرح هنا , هذا له أمثلة كثيرة ومنها :
إبراهيم ابن محمد ابن أبي يحيى , الشافعي يزكيه , ويقول : حدثني من لا أتهم , ويقول عنه أنه قال: ( لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب ) , وغيره من العلماء من أقران الشافعي ومن بعده ومن قبله مثل الإمام مالك يجرحونه , من ذلكم أن الإمام مالك رحمه الله سئل عن إبراهيم هذا , أهو ثقة ؟ قال : ( لا ولا في دينه ) .
السائل : وما تقصدون بقولكم بمتابعة العالم صاحب السنة , هل الجنس , أو فلان من العلماء ؟
الشيخ : هذا شيء قاله قبلنا أهل العلم , والمقصود أي عالم , أنا لم أقل العلماء , أي عالم أقام الدليل , يجب قبول قوله , إلا إذا كان قوله , يرجح عكسه بدليل أقوى , فكما قدمت أئمة أهل السنة وعلماؤها هم أمة الدليل .
السائل : قلتم شيخنا بارك الله فيكم في شريط : ( الحد الفاصل بين أهل الحق وأهل الباطل ) : " ... ما كتبه الشيخ حفظه الله – عن سيد قطب , والله ما قرأته كله أبدا , ولكن فهمته , قرأت بعضه ففهمت البقية , لأن الشيخ ربيع عندي صاحب راية يرفع بها لواء السنة ويذب عنها وعن أهلها " .
وقلتم في نصيحة لكم : " وقد قام الدليل عندنا فيما اطَلعنا عليه من قبل الشيخ ربيع , أخينا الكبير وفقه الله , ومن قبل قراءتنا التي لم نظهرها , أن علي بن حسن الحلبي بن علي بن عبد الحميد , المتلقب
( بالأثري ) ليس صاحب أثر, بل هو مبتدع ضال مضل , داعية ضلال , مفسد في العباد والبلاد " .
- شيخنا هناك من يقول : أنكم تقلدون الشيخ ربيع فيمن تعدلونه وتجرحونه , ولا تتبعون الدليل في التعديل والتجريح , مع أن عندكم أهلية لهذا الأمر ؟
- وإذا لم يكن هذا تقليدا منكم , فلماذا لم تظهروا الدليل على تجريحكم لعلي الحلبي ؟
الشيخ : هذا كان أولا , بالنسبة للشيخ علي كان أولا , لكن فيما بعد تكلمنا ودللنا في اللقاءات القطرية وغيرها على ما أظن , وأما التقليد فأنا و الله لا أقلد الشيخ ربيع , مع أنه عندي كبير القدر وعند من يعرفه من إخوانه , وزكاه أئمة , زكاه الإمام الألباني , وقال فيه هو حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر , وزكاه الإمام الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله , وزكاه الإمام محمد ابن عثيمين رحمه الله , فنحن نزكيه ولنا سلف , لكني لا أقلده في كل شيء وهو كذلك لا يقلدني , العبرة عندنا بالدليل , وأنا أعرف من ضلالات سيد قطب في تفسيره , الشيء الكثير .
السائل : هناك شيخنا بارك الله فيكم , من يقول : أنكم لم يعني تجرحوا الحلبي إلا عند زيارة الشيخ ربيع إلى المدينة في زيارته الأخيرة , فما ردكم على .. ؟
الشيخ : هذا ليس بصحيح , نحن تكلمنا أولا , ونحن لنا سياسة عرفناها من الأئمة , أن أولا : نستعمل التعريض , أو نصيحة شبيهة بالتعريض في الرجل , لعل الله سبحانه وتعالى يبصره بما هو عليه فإذا أعيانا ذلك , انتقلنا إلى ما ندين الله فيه , هذه قاعدة عامة عندنا والحلبي كنا نحسن الظن به , وكنا ندافع عنه , فلما استبان لنا حاله وأنه عامل على تسييس الدعوة , وتجميع أهل البدع والضلال حوله في موقع كل السلفيين , وأصبح مواليا لأهل البدع قلنا فيه ما ندين الله فيه .
السائل : هل يا شيخ تغير شيء منكم اتجاه يحيى الحجوري أم الأمر ما زال.. ؟
الشيخ : لا لم يتغير , ولا أملك التغير , أبدا , أنا على ما قلت فيه , لأن عندنا الأدلة على ما ركبه من البدع والضلالات , من ذلك -- قوله : الصحابة شاركوا في قتل عثمان .
- وقوله : أهل بدر عصوا الله ثلاث مرات .
- وقوله : أول ما دخل الإرجاء , دخل الإرجاء على الصحابة , وذكر قصة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما , حين قال عمر رضي الله عنه لأبي بكر رضي الله عنه , ( أتقاتل من قال لا إله إلا الله ) وذكر الحديث , قال صلى الله عليه وسلم : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله , وأن محمدا رسول الله ) قال عمر رضي الله عنه : ( فما رأيت إلا أن شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعلمت أنه الحق ) أقول : وقد أجمع الصحابة على ما عزم عليه الخليفة الراشد الأول أبو بكر رضي الله عنه صديق هذه الأمة وإمامها بعد نبيها صلى الله عليه وسلم وإلى غير ذلك , من الضلالات الكثيرة
السائل : يعني جرى اتصال بينه وبين مشايخنا الكبار , هذا لا يغير شيئا ؟ .
الشيخ : لا أبدا , أنا لا أقبله ولا أثني عليه خيرا , لأن ما قلته فيه
أولا : مبني على الدليل , الذي لا يقبل التأويل , ثابت .
وثانيا : هذا دين , لا أنا ولا غيري يملك الصلح فيه , فلا يثنى عليه خير , حتى يتوب من جميع ما نقل عنه وثبت عنه , توبة منشورة تفصيلية .
السائل : جزاكم الله خيرا يا شيخ .
رابط المادة الصوتية :
من هنا
منقول من منتديات البيضاء العلمية
تنبيه :
رابط التحميل من إعداد أخينا الفاضل عبد الرزاق التبسي - حفظه الله -فقد قام مشكوراً برفعه عبر موقع رفع منتديات البيضاء العلمية .
أمَّا الرابط الأصلي لصحاب الموضوع فقد تَلَف فقمت بحذفه


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق